السبت، 27 أغسطس 2011

نجوم الإعلانات... يغسلون أكثر بياضاً!


نجوم الإعلانات... يغسلون أكثر بياضاً!


يبدو أنّ العلاقة بين المغربيين وفنانيهم لن تصطلح قريباً، إذ يرى قسم كبير من المواطنين أن النجوم ابتعدوا عن همومهم وباتوا يلهثون وراء الربح المادي، بعيداً عن القيم الحقيقية التي يفترض أن يسير عليها أيّ نجم. وجاءت مشاركة عدد من النجوم في إعلان لإحدى الشركات العقارية المتّهمة بقضايا فساد كبيرة، لتزيد الطين بلة، حيث أطلّ هؤلاء في إعلانات ترويجية لهذه الشركة مقابل مبالغ مالية «خيالية»، كما أكّد مصدر مطّلع لـ«الأخبار». وحثّ المشاركون في الإعلانات المواطنين على شراء الشقق السكنية التي تبيعها هذه الشركة، رغم كل الفضائح التي لاحقتها في السنوات الأخيرة.
ولعلّ أكثر ما صدم المشاهدين في المغرب كان إطلالة الفنانَين محمد الدرهم ونعمان لحلو في الإعلان. والمعروف أن هذين الأخيرَين سبق أن قدّما أعمالاً وأغنيات تلامس هموم الشعب الوطنية والاجتماعية، كما فُتح ملفّ فناني الصف الثاني، الذين يتسابقون على الفوز بأدوار في الإعلانات التجارية المتنوعة. ويقول الناقد المغربي المختار لغزيوي لـ«الأخبار» إنّ هذه الدعايات تطرح علامات استفهام عدّة حول نجومية بعض الفنانين، ولجوء شركات الإعلانات إلى وجوه مشهورة تسهّل الترويج لمنتجاتها. أما الناشط في «حركة 20 فبراير» رشيد البلغيتي، فذهب أبعد من ذلك، حين اتّهم الفنانين المشاركين في الإعلان بـ «تبييض وجه إحدى أكثر الشركات سواداً في المغرب». ويضيف «هذا الإعلان بمثابة سوق بشرية يباع فيها الفنان ويُشترى». فيما تساءل الصحافي علي مسعاد عن مدى اقتناع المغنين المشاركين بما قدّموه «بدلاً من أن نشاهد الفنان في أعمال فنية راقية أصبحنا نشاهده مشاركاً في إعلانات، بحثاً عن المال».
إذاً، يبدو الشارع المغربي مصدوماً من هذا الإعلان، وإن كان بعضهم يجد تبريرات للفنانين المشاركين. ويقول المدافعون عن هذه المشاركة إن «الفنان المغربي بات مغلوباً على أمره، بعدما دفعه الفقر والحاجة إلى أحضان مشاريع مماثلة». في رأي هؤلاء، فإنّ الإعلانات وحدها تضمن عيشة كريمة للفنان، لكن هذا الرأي لا ينسحب على كل المغربيين، بل يقتصر على قلة قليلة منهم، إذ إنّ السواد الأعظم من المواظنين يعدّون هذا التصرّف إهانة للفن. ولم يسلم المشاركون من انتقادات زملاء لهم. تقول الممثلة والمخرجة بشرى إيجورك إنها شعرت بالغبن وهي ترى زملاءها الفنانين في إعلانات المواد الاستهلاكــية  «يوزعون ابتسامات ساذجة هنا وهناك، ويرددون كلاماً تافهاً، ويغنون سعداء في كليب بائس حول مجموعة سكنية». وتضيف: «لم يجتمع فنانونا من أجل قضيتنا الوطنية، ولم نسمع لمعظمهم رأياً في الحركة السياسية والاجتماعية التي يعيشها المغرب حالياً... كما لم يصدر عنهم أبداً أيّ رد فعل جماعيّ على ما يعيشونه من استغلال من شركات الإنتاج في غياب قانون واضح يحمي كرامتهم ومهنتهم».

عماد استيتو
http://www.al-akhbar.com/node/19781

محمد الأصفر: الكاتب الذي التقط نبض الثورة


محمد الأصفر: الكاتب الذي التقط نبض الثورة


كثير الترحال، لكنّ ليبيا تسكنه في كلّ محطّة. إنّه محمد الأصفر الذي عايش فصول ثورة «17 فبراير»، وواكبها شاهداً وكاتباً نشرنا بعض نصوصه فوق هذه الصفحات. بدأ الكتابة عام 1999، وصدرت له روايات عدّة، منها «فرحة»، و«تقودني نجمة»، و«نواح الريق»...
حين اتصلت به «الأخبار» عشيّة سقوط طرابلس في أيدي الثوّار، برعاية الحلف الأطلسي، كان عائداً للتو من سفره، مفعماً بالزخم الثوري، بعدما تنشّق هواء الحرية في بنغازي. «بنغازي مدينة ككل المدن التي اغتسلت بالدماء، ووقفت على شاطئ البحر تمشّط شعرها، وتخلصه من الطفيليات العالقة به بعد أربعة عقود من حكم الطاغية القذافي». كتابه الجديد «ثوار ليبيا الصبورون» (دار هانيبال، بنغاري) أول عمل عن الثورة الليبية، إذ «لا بد من أن يكون للثورات نصوصها»، كما يقول. «أصدرت الكتاب كنوع من الدعم المعنوي للثوار المقاتلين على الجبهات. لا أخاطب هنا الساسة الذين تقلدوا المناصب، وراحوا يمثلون ثورة ليبيا في المحافل الدولية». الكتاب عبارة عن مقالات ونصوص أدبية، ترصد نبض الشارع، وتتحدث عن لحظات تاريخية عايشها الأصفر بنفسه. «لا بد من أن تكون لثورتنا قصصها، ورواياتها، وأغانيها، ولوحاتها. الحرب ليست ناراً فقط، إنّها حبر وأحاسيس أيضاً».
لم يكن الأصفر ثائراً بالمصادفة. نصوصه كانت تنطق دوماً باللاءات الكبيرة، وخصوصاً بعدما طاله الظلم عن قرب. أخوه الوحيد، قتل في مجزرة سجن بوسليم الشهيرة. في روايته «ملح»، الصادرة قبل سنتين، تناول تلك المذبحة التي قتل فيها 1200 سجين. كان الكتاب أشبه بنبوءة عن الثورة المقبلة. تحكي الرواية عن فرقة موسيقية من 1200 عازف يقودهم مايسترو ليبي. منعت الفرقة من تقديم عملها في كل دول العالم، لكنّها دخلت ليبيا. وفي حديقة الملح في بنغازي، تقرّر أن تعزف مقطوعتها، وهي عبارة عن صراخ. يطلق قائد الفرقة الصرخة الأولى، معلناً نداء الثورة والتحدي، فتجاوبت معه كلّ المدن الليبية.
يلوم الأصفر المثقفين في بلاده على انتهازيّتهم. «عندما انطلقت ثورة الشباب، قفز أكثرهم إلى العربة، وها هم يرقصون، ويصفقون، ويردحون. لكن لو فشلت الثورة، سيعودون إلى قطار القذافي من جديد». كتاباته وآراؤه كلّفته المنع والتضييق: «اضطررت أن أطبع أعمالي الروائية على نفقتي الخاصة في سوريا ولبنان ومصر».
الروائي الشاب متفائل اليوم على أعتاب «الانتصار الوشيك» للثورة الليبية. مثل أبناء شعبه، يحلم بوطن شهي، بعيداً عن كابوس القذافي. دعونا لا ننغّص عليه فرحته، ونسأله عن كوابيس المرحلة المقبلة. اليوم خمر وغداً أمر!

عماد استيتو
نشرت في الأخبار اللبنانية
http://www.al-akhbar.com/node/19967

الجمعة، 19 أغسطس 2011

ثورة للنساء في المغرب ضد التحرش



ثورة للنساء في المغرب ضد التحرش
العيالات في المغرب بغاو اسقاط النكير والتبرهيش والدصارة فالزنقة
نساء المغرب يهددن بالخروج في مسيرات ضد تحرش ومعاكسة الذكور لهن في الشارع




إنه ربيع النساء في المغرب ، لقد طفح الكيل تقول عدد من الشابات المغربية ممن ضقن ذرعا بالتحرش بهن ومعاكستهن في الشارع العام ما دفعهن لإطلاق حملة على الإنترنت في عدد من المواقع الاجتماعية للمطالبة بوضع حد للتضييق على حريتهن والتدخل في شؤونهن الخاصة ، " لقد حان الوقت لقول لا ولأننا ضقنا ذرعا من مضايقتنا في الشارع فقط لأن بنيتنا المورفولوجية تختلف عن بنيتهم ... ليس لأنني أمر أمامك علي أن أتحمل وقاحتك وتصرفاتك ومحاولاتك لإثبات فحولتك " تقول إحدى الناشطات على الفايسبوك ، الدريات والعيالات طالع ليهوم الدم ؟ علاش ؟ الرجال كثرو بزاف من النكير و من التطلاع والتهباط ... والنساء تعبوا من مجتمع ذكوري يرفض الاعتراف بحقهم في تملك أنوثتهم  ، الفايسبوك تحول في الأيام الماضية إلى حلبة نقاش حقيقية والنقاش الأزلي كما دائما بيزنطي لن ينتهي .. حوار ساخن بين الذكور والإناث فالذكور يصرون أن النساء ستعمدن إثارة غرائز الرجال وارتداء ملابس تثير الشهوة وهو حديث ترفضه النساء  " في أغلب الحالات حالات التحرش تكون في حق نساء لا يرتدين ملابس مثيرة والاحصائيات تقول ذلك ... " تقول أخرى

" ايلا دايرة الحجاب مشكلة وايلا مدايراهش مشكلة آش بغيتو " يسألن ويتوعدن بخطوات تصعيدية حيث يفكرن في الخروج في مسيرة نسائية قريبا ؟ ثورة نسائية فقط تصوروا ..لا مكان للرجال فيها ؟؟ لقد اخترن اسما ربما يراه المحافظون مستفزا " slut walk " وخذ عندك من الترجمات القبيحة الغير دقيقة ما تستطيع لتجعل منها مسيرة مغضوبا عليها إلى يوم الدين ومتكلمة باسم الشيطان ، اسم الحملة مقتبس من حملة أطلقتها نساء في تورونتو الكندية في 3 من أبريل الماضي قبل أن تتحول إلى حركة احتجاج عالمية تطالب باحترام المرأة وعدم معاملتها كعاهرة بناء على ملبسها وهكذا خرجت عديد النساء منهن من يرتدين ملابسا عادية ومنهن من اختارت التحدي وارتداء ملابس فاضحة ، هل سيخرجن فعلا في المغرب ؟ هل سيخرجن شبه عاريات ؟؟ وهل يستحق الأمر فعلا ؟؟ كولشي ممكن مادامو خرجو في الهند اللي عندو تقاليد محافظة بزاف ، آشناهيا الشعارات اللي غنسمعوها مثلا " الشعب يريد رجالا بعقلهوم " ولا " يا النكارة يا الحكارة فرقو عليكوم العيالات " المهم القضية حامضة

المهم هو كيف سيتقبل الشارع حركة مماثلة ؟ وهل الوعي المغربي ناضج بما فيه الكفاية للتطبيع مع حركة نسائية تطالب بحقها في " تدير اللي بغات " و " تعيش حريتها " ، إذا كانت الحركات النسائية المنظمة واجهت وما واجهت من هجومات واتهامات هل ستسلم حركة غير منظمة في الشارع ؟، الله يستر وصافي ... حتى الدريات وحسب البيان الثوري ديالهوم معولين على التصعيد وخا أنهم مازال ما حسموا في الخطوات القادمة ويبدوا أن نتائج الحوار الاجتماعي الغير مباشر برعاية الفايسبوك بين الأطراف المتنازعة لم تفض للتوصل إلى حل سلمي بهدف إنهاء الانقسام الداخلي ، بعض التيارات تتحدث عن مؤامرة خارجية وتأثر ببعض الحركات الغربية وتيارات أخرى تطالب بجلسة حوار أخرى في إطار المؤسسات زعما نشوفو شي تخريجة لهادشي مع نزهة الصقلي ، ما ذا يعني هذا هل سيكون على الثائرات أن يؤسسوا مجلس لقيادة الثورة للتفاوض مع الوزيرة ؟ الحديث سابق لأوانه تقول ناطقات باسم الثائرات ، المهم العيالات كاعيات وخلاص و واش غايديروها بصاح ولا لا داكشي كلو في علم الغيب ؟ ولكن مع هادشي اللي واقع دابا فالدول المجاورة راه الفايسبوك ولا تيخلع ايوا نتسناو العيالات ونشوفوهوم علاش قادات

بقلم : عماد استيتو
20/8/2011

السبت، 13 أغسطس 2011

قصة قصيرة : بنزين

قصة قصيرة : بنزين




نظر إلى السماء مبتسما ابتسامته الأخيرة الساخرة  ، رمقها ممعنا في الشمس ملحة وهي تلوح بالرحيل الأبدي ، ثم كتب ... سوف لن أقول وداعا أيتها السماء فأنا قادم بعد قليل فلم يعد على هذه الأرض ما يستحق الحياة ، لا ناسها  ولا دروبها تستحق وطأة القدم ..ليس ألم الضربات ما يوجعني وإنما وقوفي عاجزا عن القيام بردة الفعل الطبيعية لأي كائن بشري

لم أعش لأجل الأشياء الكبيرة ولم أنافسهم في أرقامهم الضخمة ومع كل شيء صادروا جنتي الوحيدة ، كان صراخي طيلة اليوم يزعجهم رغم أنني لم أكن سوى مشروع يائس بصدد التخرج يلتزم بالقواعد ويحرص على أن لا يؤذيها ، رغم كل شيء استهدفوا حلمي يوم بدأ يحبوا في سنوات ضياعه الأولى

الآن وقد بت بلا أحلام محاكما مدان كما صاح صاحب البذلة في لم يعد هناك بد من التمثيل فقد جربت واتضح أنني ممثل فاشل  ، سأختصر المسافة فلم تعد لي قضية أناضل من أجلها أو ربما كنت مدافعا فاشلا عن القضية وأزف وقت الرحيل ، سأترك لله أن يحاسبني على خطيئة التجرؤ والمحاولة بدل أن يجرمني أهلي ، إنها كتابتي الأخيرة لقد تركت رواية على النار وشعرا لم ينتصر للقيم ، سبق السيف العدل وها أنا أتمتع بمشهد الغروب الأخير وبعد أن أصب شيئا من هذا البنزين الذي صرفت فيه كل ما ادخرته أمس سأروي الظمأ

لن تعود هناك عربة لتحجز ولا بضاعة لتقذف ولا حتى جسد ستلذذون في تعذيبه ، سأرحل لأتنفس هواء نظيفا في مكان ما بعيدا عن كل هاته القذارة فلم أعد أقدر على تنشق العفن ، ربما يخلصني هذا البنزين ويأخذني إلى حيث لن يتبعني أحد لا الظروف ولا
الراكبون عليها ولا المتصدقون ولا أحد ، هذا البنزين أرحم .. سأحترق لأغتسل من النجاسة

ترك هذه الكلمات ثم احترق

عماد استيتو في 13/8/2011

الناشطة والمدونة التونسية لينا بن مهني في دردشة مع الاحداث المغربية : الإعلام التونسي لم يتغير بعد الثورة والخطابات الخشبية والتعليمات لا زالت حاضرة

الناشطة والمدونة التونسية لينا بن مهني في دردشة مع الأحداث المغربية :

" الإعلام التونسي لم يتغير بعد الثورة والخطابات الخشبية والتعليمات لا زالت حاضرة "

" تونس لا تعيش صراعا بين العلمانيين والإسلاميين وازدواجية خطاب الإسلاميين تخيفني "

" حالة الضبابية التي تعيشها تونس عادية فأزلام بنعلي لا يزالون قوة فاعلة في تونس "

" أنا متفائلة والمسألة مسألة وقت حتى نبني تونس حرة وديمقراطية "


قالت الناشطة والمدونة التونسية لينا بن مهني واحدة من أبرز من أوصل صوت الثورة التونسية إلى العالم في حديث ل " أخبار اليوم " أن الإعلام التونسي حتى بعد الثورة لا يزال حبيس القيود والتعليمات وأن أزلام بنعلي لا يزالون قوة فاعلة في تونس وهو ما يتوجب الحذر ، وبخصوص  الأوضاع التي تعيشها تونس حاليا قالت  إن حالة الضبابية التي تعيشها تونس بعد سبعة أشهر من إسقاط نظام الرئيس التونسي بنعلي عادية وأن التخلص من بقايا النظام الفاسد يتطلب وقتا أكبر  واصفة المحاكمات لرموز النظام السابق  بالمهازال نافية في الوقت ذاته في هذه الدردشة أن تكون تونس تعيش حالة صراع بين العلمانيين و الإسلاميين


كيف هي تونس الآن بعد مرور حوالي أكثر من سبعة أشهر على اندلاع الثورة التي أطاحت ببنعلي ؟



مازالت تونس تعيش حالة من الضبابية بعد مرور حوالي سبعة اشهر من رحيل بن علي  و لكن هاته الحالة عادية فانا أعتقد أنه لا يمكن التخلص من مساوئ عقودطويلة من الدكتاتورية في أيام أو أشهر ثم انّ ما وقع في تونس هو التخلص من راس نظام فاسد و القضاء على باقي النظام الفاسد يتطلب وقتا و مجهودا أكبر .

هناك من يرى أن تونس تعيش حالة من الفوضى والضبابية بسبب عدم وضوح المستقبل بعد الثورة وتمثل ذلك بشكل واضح في عدد من الاضطرابات التي شهدتها مجموعة من المدن مؤخرا ؟

أنا ارى نفس الشيء و لكن كما قلت هذا يعتبر عاديا فالتخلص من نظام فاسد لا يحصل بمجرد التخلص من رأس هذا النظام .


كيف تعلقين على التعامل العنيف لقوى الأمن مع بعض المتظاهرين ألا يعتبر ذلك
حنينا لعهد بنعلي ؟
 
أنا ضد كل أشكال العنف سواء أكانت ممارسة من طرف الشرطة أو من طرف المواطنين و ما قامت به الشرطة مخز و هذا يؤكد ان رواسب نظام بن علي و أزلام التجمع حزب بن علي مازالت قوى فاعلة في تونس و هذا شيء يدعو إلى الحذر فبعد تغير معاملات رجال الشرطة و تحسن طريقة معاملتهم للناس هاهم يعودون الى عاداتهم السيئة .

هل يخيفك مد الإسلاميين المتمثل في ازدياد شعبية حزب النهضة الإسلامي في الشارع التونسي ، ألاتقلقك إمكانية وصولهم إلى السلطة ؟

للاسلاميين الحق في ممارسة عملهم السياسي و لكن ما يقلقني هو لجوؤهم إلى العنف و استعمالهم لطرق أعتبرها لا أخلاقية في استقطاب الناس فهم يستعملون المال و يقدمون الهدايا و المساعدات لجلب الناس و تقلقني امكانية وصولهم الى السلطة لما رأيته من استعمال لخطاب مزدوج لديهم .


ما تعليقك على الاتهامات الموجهة إليهم من طرف السبسي وبعض التيارات الأخرى بمحاولة تقويض استقرار البلاد وعرقلة العملية الانتخابية ؟

أعتقد ان على حكومة السبسي أن تقوم بتحقيقات و تمدنا بقرائن ملموسة حتى نكون متأكدين قبل اتهام اي طرف .

هل نحن بصدد صراع على المشهد التونسي بين الإسلاميين والعلمانيين ؟

لا اعتقد أننا نعيش صراعا بين الاسلاميين و العلمانيين نحن نحاول جاهدين الخروج من حالة اللا شرعية التي نعيشها ،الآن نريد الوصول الى عملية اجراء انتخابات شفافة و نزيهة حتى نختار من سيعيد كتابة دستورنا .

كيف تقيمين وضع الإعلام التونسي بعد الثورة ، هل تحرر بالكامل أم أنه لا زال
 حبيس القيود والتعليمات ؟ 
 
لا أعتقد أن وضعية الاعلام قد تغيرت كثيرا مع بعض الاستثناءات طبعا و ما وقع أخيرا من إقصاء لأحد مقدمي النشرة الاخبارية على القناة الوطنية  بسبب حوار مع مسؤول من وزارة الداخلية لأكبر دليل على ان الإعلام لا يزال حبيس التعليمات و القيود و مازالت اللغة الخشبية حاضرة في صحفنا و راديوهاتنا و تلفزاتنا و مازلنا نعيش تغييبا لبعض الاخبار و الوقائع .

هل تعقدين آمالا كبيرة على انتخابات المجلس التأسيسي المنتظرة في شهر أكتوبر المقبل ؟


لا أستطيع التكهن بما سيحصل لذلك فانا حذرة و رغم انني انتظر هاته الانتخابات بفارغ الصبر إلا أنني لا أعرف في أي ظروف ستتم و لا أعرف لمن سأصوت فالمشهد السياسي في تونس متسم بالفوضى و الضبابية فلقد شهدنا ولادة العديد من الاحزاب وومعظمها  تحاول التقرب من التونسيين و مدهم ببرامجها

ما رأيك في المحاكمات التي تطال بعضا من رموز النظام السابق وأفرادا من عائلة الرئيس التونسي المخلوع ، هل ترقى الأحكام لطموحات الثورة ؟

هي مهازل و ليست بمحاكمات  و هي الدليل على تواصل سيطرة النظام السابق  فالتهم الموجهة إلى هؤلاء لا تمثل ما قاموا به و حتى ظروف المحاكمات و ايقاف هؤلاء مريبة هاته المحاكمات ضحك على ذقون التونسيين .

كيف ترين مستقبل تونس في الأيام والشهور والسنوات القادمة ؟

انا متفائلة فانا لا أعتقد أن شعبا نجح في التخلص من دكتاتورية عتيدة كدكتاتورية بن علي سيقبل بدكتاتورية اخرى او بالعودة إلى الوراء المسألة مسألة وقات و صبر و يقظة و سننجح في بناء تونس ديمقراطية و حرة يعيش فيها كل ابنائها في كنف الجرية و الكرامة .

حاورها عماد استيتو / نشرت في جريدة الأحداث المغربية بتاريخ 9غشت 2011

عشرة أيام تحت الرصاص ، فاناي صحفي شاهد على الدماء


عشرة أيام تحت الرصاص
فاناي صحفي شاهد على الدماء



كان الشاهد الوحيد الذي استطاع أن يخرج معه الحقيقة خارج الأسوار بعيدا عن الرصاص ، كان عينا على ما اعتصرته حماة طيلة أسابيع حيث نقل الصحفي السويسري غايتان فاناي إلى العالم حقيقة ما شاهدته عيناه طيلة العشرة أيام التي قضاها متخفيا في المدينة السورية التي تعتبر معقل الانتفاضة السورية ضد نظام الأسد ، استطاع المسؤول عن قطاع الأخبار العالمية في محطة ار سي ار السويسرية الإذاعية أن يجتاز كل الحواجز ويكون الصحفي الأجنبي الوحيد الذي استطاع أن يدخل الأراضي السورية وينقل شهادة من قلب الحدث بعد أن منع النظام السوري كل وكالات الأنباء العالمية والمراسلين الأجانب من دخول أراضيها ، شهادة تدحض الرواية الرسمية السورية وتنفي وجود مسلحين في المدينة

دخل غايتان فاناي حماه في التاسع عشر من يوليوز وغادرها في الثالث من غشت وهو المعروف ب " الصحفي الانتحاري " لكثرة مغامراته وتغطياته الميدانية في عدد من الجبهات الخطيرة التي تشهد حروبا وصراعات حيث قضى قبلها في الزنتان الليبية مدة أسبوعين وفي ساحل العاج في خضم توتراها أيضا مدة عشرة أيام ، يقول غايتان عن الوضع في حماه بعد عودته سالما إلى سويسرا " لقد قضيت عشرة أيام ولم أشاهد سوى مظاهرات سلمية كل مساء كان الآلاف يجتمعون كما كانت هناك مظاهرات تضم عشرات الآلاف يوم الجمعة بعد الصلاة وكانت شعاراتها وأغانيها تهتف ضد النظام ولم أشاهد قطعة سلاح واحدة طيلة هذه التظاهرات " ، غايتان يشدد على سلمية التظاهرات التي كانت ولا تزال تخرج في حماه الجريحة " لم يكن هناك أي عنف على العكس فقد كنت شاهدا على التنظيم ومحاولات تسيير هاته التظاهرات في هدوء فقد كان الناس الأكثر تقدما في السن يهدئون ويوجهون الأكثر شبابا لقد رأيت تصيما على أن تكون ثورة سلمية وفي بقية الأوقات التي لاتكون فيها مظاهرات فإن الحياة كانت تستمر بشكل طبيعي رغم وجود الدبابات وقوات الجيش التي تطوق المدينة " يقول الصحفي الوحيد الذي وطئت قدماه حماه

يؤكد الصحفي السويسري أن السلطات السورية تمارس تعتيما كبيرا وتشويها للحقائق لتبرير تدخلها في المدينة المحاصرة " النظام يتحجج بوجود جماعات مسلحة تروع المدنيين ليبرر تدخله الأحد الماضي (31 يوليوز) لكن الأسلحة الوحيدة التي شاهدتها كانت تلك التي كانت بحوزة الأجهزة الأمنية صحيح لقد ظهرت بعض الأسلحة يوم الأحد بعد دخول الدبابات لكن الناس حسموا قرارهم ورفضوا استعمالها وقد شاهدت ذلك بأم عيني ولم أشاهد ما نقله التلفزيون السوري من صور عن أشخاص يطلقون النار على المدنيين " ويكمل " في هذا اليوم حاول السكان الدفاع عن مدينتهم ونصبوا المتاريس لكن الدبابات كانت تتقدم لتسحق كل ما تجده أمامها وتطلق النار بطريقة هستيرية في وجه كل ما تجده أمامها فكانت الحصيلة حوالي 100 إلى 120 قتيلا فقط في هذا اليوم .. لقد كانت معظم الضربات في الرأس مما يعني أن النية كانت قتل المتظاهرين

يقر الصحفي السويسري أنه لم يكن من السهل بالنسبة إليه التحاور مع المواطنين واستجوابهم ف " النظام البوليسي " حاضر بقوة على حسب قوله ، " لم يكن ممكنا إخراج الميكرو أو استخدام آلة التصوير حتى أن قوات الأمن أوقفت السيارة التي كنت فيها بعد أن قامت برصد حركتي وتصويري من مبنى مجاور في الرستن لكنني لحسن الحظ كنت قد غادرت لكنهم استجوبوا مرافقي قبل الافراج عنه، وكتب الصحفي في مذكراته اليومية أثناء تواجده في حماة : " إنني أشعر بالحزن لأنني لم أستطع نقل الصورة بشكل مباشر من هنا لكن لم يكن الأمر ممكنا وإلا أصبحت مطلبا للنظام "

كان فاناي يغير مكان إقامته باستمرار كما يوضح ذلك في مذكراته حتى لا ينجحوا في تعقبه قبل أن يقرر المغادرة عبر الحدود بعد اشتداد القصف على المدينة مصادفا أعدادا كبيرة من الجنود المنشقين الذين يختبئون خوفا على عائلاتهم من انتقام الأجهزة التابعة للنظام ، وكشف الصحفي الذي ظل متخفيا طيلة أيام أن بعض الفيديوهات كان يلتقطها جنود سوريون ثم يقومون ببيعها بأثمنة باهضة جدا للنشطاء الذين يغامرون بإمكانية الإيقاع بهم مقابل الحصول على " توثيق لهذه الجرائم " يضيف دائما في شهادته

في الثامن والعشرين من يوليوز كانت الوجهة حمص عبر الرستن " أخذت معي بطاقة هوية سورية يمكن للأمر أن يمر مع بضع جنود عاديين لكن ليس مع رجال الأمن .. تظاهرنا أننا رجال أعمال في رحلة عمل ثم توقفنا عند صديق يعرف الرستن جيدا وقمنا بجولة لمعاينة كل الخسائر المسجلة قبل أيام من وصولنا فالدبابات تحاصر الشوارع وعلامات إطلاق الرصاص بادية في كل مكان في المنازل وفي منبع مياه المدينة .. لا يوجد هناك أي منزل لم يتضرر أو لم يتعرض لإطلاق النار .. ، لكن الرحلة لم تستمر الى حمص بعد أن تعقبت الأجهزة الأمنية سيارتهم ليعود بسرعة إلى حماة " كانت حياتي في خطر وسلامتي كان يمكن تأمينها بنسبة 50 الى 70 بالمئة لذلك قررت عدم المجازفة بالقيام بمحاولة أخرى للتسلل إلى حمص ... ، لتنتهي رحلة جديدة من رحلات الكاميكاز المغامر لكن تبقى الرحلة إلى حماه أكثرها دموية وتأثيرا في نفسه كما يروي بنفسه فهل تثني شهادة فاناي النظام السوري عن مواصلة ترديد الحديث عن " جماعات مسلحة" تروع الآمنين وتجعل المشككين في سلمية الانتفاضة يعيدون حساباتهم

إعداد : عماد استيتو / نشر في الجزيرة تولك بتاريخ 12 غشت 2011

http://www.aljazeeratalk.net/en/node/8302



الأحد، 7 أغسطس 2011

«أنت وضميرك»... اعترافات ما بعد الثورة


«أنت وضميرك»... اعترافات ما بعد الثورة


في برنامجه الرمضاني، يحاول مجدي الجلاد استجواب ضيوفه بشأن مواقفهم السابقة للثورة. حتى الساعة، يحقّق البرنامج نسبة مشاهدة عالية بفضل ضيوفه المثيرين للجدل، مثل طلعت زكريا، وأحمد شوبير...

عماد استيتو

الرباط | يحاول مجدي الجلاد إثبات عكس ما يقوله المثل شائع «جرح الضمير لا يلتئم أبداً». الإعلامي المصري يقدّم برنامجاً رمضانياً بعنوان «أنت وضميرك» على شاشة «دريم 2» (20:30)، يحاول من خلاله مصالحة ضيوفه مع ضميرهم، من خلال حوارات صريحة وحساسة. وينطلق الجلاد دائماً من «ثورة 25 يناير»، محاولاً تذكير ضيوفه بمواقفهم السابقة، وتلك التي تلت إطاحة نظام حسني مبارك.
منذ الحلقة الأولى، بدا البرنامج مثيراً للاهتمام؛ إذ أطلت مجموعة من الضيوف الذين أبدوا مواقف مضادة للثورة. هكذا تابعنا طلعت زكريا وهو يدافع عن نفسه في وجه الحملة الشرسة التي تعرّض لها من الثوّار. وقال «طباخ الريّس» إنه لم يكن يوماً مؤيداً لنظام حسني مبارك، «لكن كنت أحب الرئيس من الناحية الإنسانية لا السياسية»! وفي حلقة أخرى، تابعنا المحامي فريد الديب وهو يرافع عن مبارك في محاكمته الحالية. وأعلن المحامي المثير للجدل أن الرئيس المخلوع أخبره أنه «فضل أن يحاسبه شعبه على أن يفر إلى أي دولة أخرى».
أما أكثر الحلقات إثارة، فكانت تلك التي أطلّ فيها الإعلامي ولاعب كرة القدم السابق أحمد شوبير. ورغم أن هذا الأخير كان عضواً في «الحزب الوطني»، وترشّح لانتخابات مجلس الشعب، فإنه أعلن أنه دخل الحزب «كي أتمكّن من إيجاد عمل»، مضيفاً أنه زوّر أكثر من خمسة آلاف صوت في الانتخابات البرلمانية الأخيرة. كذلك تحدّث عن «الضغوط» التي ادعى أنها كانت تمارسها عليه المجموعة المحيطة بجمال مبارك «لأنني كنت ضدّ التوريث».
وإذا كان شوبير قد أدلى باعترافات يجرؤ للمرة الأولى على البوح بها، فقد كشف الأمين العام الأخير لـ«الحزب الوطني» حسام بدراوي تفاصيل لقاءاته الأخيرة بحسني مبارك ومحاولاته المتكررة لإقناع الرئيس بالتنحي عن منصبه. وقال بدراوي: «التقيت الرئيس في التاسع من شباط (فبراير) وأخبرني أنه سيلقي خطاب التنحي قبل أن يغير رأيه بإيعاز من المقربين منه». واعترف بأنه التقى بعض شباب الثورة كوائل غنيم «واقترحت على الرئيس لقاءهم لأنني كنت مقتنعاً بأنه سيغيّر رأيه بهم عندما يقابلهم». وأضاف أنه اتصل بمبارك «وأخبرته أن أي خطاب لا يعلن تنحيه لن يكون مفيداً».
وأكد بدراوي أنه حاول لفت نظر مبارك إلى أنّ دائرة مستشاريه المكونة من ابنه جمال، وأنس الفقي، وصفوت الشريف، وزكريا عزمي كانت تنقل إليه تقارير خاطئة عن حقيقة الوضع في ساحة الثورة. ثم انتقل للحديث عن اللحظات الأخيرة مع الرئيس قبل تنحيه، «قلت له بصراحة إنني أرى سيناريو رومانياً أمام عينيّ، فسألني الرئيس: هل سيقتلونني؟ أنا مستعد للموت من أجل بلدي، فقلت له: لماذا لا تعيش من أجل بلدك وتعلن قرار التنحي».    
مصارحة نادرة يقدمها برنامج «إنت وضميرك» الذي يحقّق نسبة مشاهدة مقبولة حتى الآن في انتظار ما ستكشفه الحلقات المقبلة من حقائق جديدة تروى للمرة الأولى، واعترافات نادرة قلما يتحدّث بها أصحابها؟


نشرت في جريدة الاخبار اللبنانية

http://www.al-akhbar.com/node/18537



معركة العاطلين لن ترتاح في رمضان

معركة العاطلين لن ترتاح في رمضان

عماد إستيتو

المغرب | ترفض عاصفة الاحتجاجات التي يخوضها العاطلون من العمل في المغرب أن تأخذ استراحة محارب مع حلول شهر رمضان، إذ شهدت مدينة آسفي (جنوب) الاثنين الماضي يوماً دموياً بامتياز، بعدما تحولت حركة احتجاجية نفّذها «المتخرّجون وحاملو الشهادات العاطلون من العمل» إلى حرب شوارع مع قوّات حفظ الأمن، أدّت إلى العديد من الإصابات والاعتقالات، هذا فضلاً عن تخريب عدد من المنشآت الحكومية.
«كان المكان أشبه بمصراتة في ليبيا»، يقول شاهد عيان وهو يروي ما رآه من دمار عقب المواجهات، «بعدما كان الشباب العاطلون من العمل معتصمين في الخط السككي الرابط بين ميناء المدينة والمركب الكيماوي، حاصروا قطاراً ينقل الفوسفات إلى الميناء ومنعوه من المرور، عندها تدخلت قوات حفظ الأمن لفض الاعتصام، لكن المتظاهرين تسلّحوا بالحجارة لمواجهة قوات الأمن والدفاع عن أنفسهم ضدّ ما عدّوه تدخلاً همجياً في حقهم. لتبدأ بعدها معركة تبادل التراشق بالحجارة بين الطرفين». ويتساءل مواطن مستغرباً «كيف يُعقل أن يستعمل رجال الأمن الحجارة».
وكانت الحصيلة إصابات عديدة في صفوف كلا الطرفين، قبل أن ينسحب المحتجون، لكن الأمور لم تتوقف عند هذا الحدّ، إذ إنّه ما إن علم شبان آخرون من أبناء المدينة بما جرى، حتى التحقوا برفاقهم للثأر من الشرطة، ولتنطلق بعدها جولة جديدة من معركة الحجارة أدّت إلى خسائر مادية كبيرة.
المعركة لم تنته بعد. بعد ساعتين من الهدوء، اتجه عدد من سكان المدينة نحو عدد من المنشآت الإدارية في «مقاطعة المدينة» و«مركز الشرطة»، وعمدوا إلى حرقها وإتلاف محتوياتها، لكن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان اتهمت عناصر مسخّرة من طرف الأمن بإحراق المقارّ الإدارية لتبرير التدخل العنيف واعتقال أبناء المنطقة. اتهام لم يعجب السلطات، فأقدمت على أثره على اعتقال عبد الغني العوينة، رئيس فرع المنظمة الحقوقية المغربية في المدينة الجنوبية، ما فجر موجة غضب كبيرة في المدينة، التي لا تزال تنتظر الكشف عن مسببات قتل كمال العماري، أحد أبناء المدينة، الذي تقول حركة «20 فبراير» إنه قُتل على أيدي رجال أمن.
ونفى المحتجون ما نُسب إليهم من «أفعال تخريب وعنف»، مستنكرين «التدخل الأمني العنيف» بحقهم. وأكدوا أن مطالبهم واضحة، وكل ما يريدونه هو الحصول على وظائف مقابل الشهادات والدبلومات التي حصلوا عليها، متهمين المسؤولين بالمماطلة.
بدوره، علّق وزير الإعلام المغربي خالد الناصري على الأحداث بالقول إنها «أحداث خطيرة وخارجة عن نطاق التعبير الديموقراطي». وقال إن «ما قام به المحتجون يتنافى مع قواعد التعبير السلمي الديموقراطي المتعارف عليه»، محملاً جهات لم يسمها بمحاولة الركوب على هذه المطالب.
ويتهم العاطلون من العمل الحكومة بالمماطلة في تشغيلهم. وقرّروا جعل الصيف الحالي صيفاً نضالياً حارقاً. لذلك بدأوا منذ أسابيع الزحف نحو عدد من المنشآت الحيوية والمؤسسات الحكومية، إضافةً إلى اقتحامهم مقرّ حزب الاستقلال الحاكم في الرباط.
وأكّد أحد أعضاء إحدى تنسيقيات العاطلين من العمل، عبد الصمد برنوصي، أن نضالهم سيستمر في جميع المدن المغربية، ولن يتوقف خلال شهر رمضان، قائلاً «سننظم عمليات إفطار في أماكن حساسة كالبرلمان، كما قد نقتحم بعض الأماكن الحساسة، أو تلك التي تحتضن شخصيات أجنبية».
أما بالنسبة إلى قرار الصدام مع الشرطة، فلا يدعمه كل العاطلين، إذ قال سعيد الشعبي، الذي ألّف إلى جانب ثلاثة من زملائه العاطلين كتاباً عن تجربة البطالة، إنه ليس من دعاة الاحتجاج في الشوارع والصدام، داعياً الى إنشاء صندوق العطالة وإيجاد حل لمعضلة البطالة المؤرقة، فهل تفلح اقتراحات الشاب المغربي في إيقاف حالة اللا عودة التي أعلنها العاطلون في المغرب؟

نشرت في جريدة الأخبار اللبنانية

http://www.al-akhbar.com/node/18380

العفو الملكي لم يشمل رشيد نيني


العفو الملكي لم يشمل رشيد نيني




هل يخرج رشيد نيني من السجن قريباً؟

بعد أكثر من شهر ونصف شهر على صدور الحكم بسجنه، لا يزال الصحافي المشاغب خلف القضبان. وقد تبخّرت كل الآمال بإطلاق سراحه قريباً بعدما مرّ «عيد العرش» في المغرب دون أن يصدر الملك قراراً بالعفو عنه

عماد استيتو

الدار البيضاء| في التاسع والعشرين من شهر تموز (يوليو) من كل عام، ينتظر مئات المحكومين في السجون المغربية العفو الذي يصدره الملك في مناسبة «عيد العرش»، أي اليوم الذي اعتلى فيه العرش الملكي، لكن هذا العام بدت المناسبة باهتة أو ناقصة، فبعدما توقّع المغربيون أن يمثّل هذا اليوم فرصة لإطلاق سراح الصحافي رشيد نيني، لم يرد اسم هذا الأخير ضمن لائحة «المحظوظين». هل سيقضي رشيد نيني شهر رمضان في السجن؟ سؤال تكرّر على صفحة الصحافي المشاغب على فايسبوك، وإن كان الجواب معروفاً سلفاً بالنسبة إلى كثيرين، إذ يقضي مدير نشر جريدة «المساء» عقوبة بالسجن لمدة سنة بتهمة «تبليغ السلطات العامة عن جرائم يعلم بعدم حدوثها»، و«التأثير في قرارات رجال القضاء قبل صدور أحكام غير قابلة للطعن عن طريق كتابات علنية»، و«تحقير مقررات قضائية من شأنها المساس بسلطة القضاء واستقلاله عن طريق كتابات علنية».

ويبدو أن السلطات المغربية غير مستعدة حالياً لإقفال هذا الملف الذي يشغل الرأي العام المحلي، والدولي. وعبّرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية في بيان أصدرته قبل أيام عن «قلقها العميق من استمرار سجن نيني»، مجددة دعوتها إلى الإفراج عنه «وخصوصاً أن المغرب يستعدّ لدخول مرحلة جديدة بعد التصديق على الدستور الذي ينص على احترام الحريات وحقوق الإنسان».
وكانت بعض وسائل الإعلام قد ذكرت أن الأمين العام لـ«المجلس الوطني لحقوق الإنسان» محمد الصبار يعمل على إيجاد صيغة قانونية تؤدي إلى خروج نيني من السجن. وجاء في هذه التقارير الصحافية أيضاً أن الصبار زار نيني في سجن عكاشة (الدار البيضاء) قبل ثلاثة أسابيع وطلب منه التقدّم بطلب عفو يدعمه المجلس، وهو ما وافق عليه نيني. وقد نجح المجلس قبل أشهر بالإسهام في إطلاق سراح مجموعة من المعتقلين السياسيين الإسلاميين، لكن يبدو أن هذه المساعي ستبقى رهن قرار سياسي تتّخذه السلطات.
هكذا يلف الغموض مصير «الفتى المدهش» للصحافة المغربية، في وقت يحاول فيه زملاؤه الصحافيون الحفاظ على تفاؤلهم. مثلاً يقول الإعلامي المغربي المختار لغزيوي لـ «الأخبار»: «صحيح أن الجسم الصحافي المغربي تمنّى أن يكون عيد العرش فرصة لتقويم مسار الديموقراطية في المغرب، ووضع حد للتفاصيل التي تعيقه، وفي مقدمها اعتقال رشيد نيني، لكنّني أعتقد أن لحظات أخرى مقبلة قد تكون مؤاتية لإقفال هذا الملف، وإعادة نيني إلى قرائه...». 
وفي وقت يعيش فيه نيني مرارة السجن تستمر متاعب الصحافيين المغاربة، إذ اقتادت الشرطة المغربية مدير نشر أسبوعية «المشعل» إدريس شحتان، ورئيس تحريرها عبد العزيز كوكاس، الأربعاء الماضي إلى التحقيق، بعد نشر مقالة عن «تدخل بعض الولاة والعمال في توجيه مسار الانتخابات في المغرب في عامي 2007 و2009». وقد حُقِّق مع الصحافيَّين لأكثر من سبع ساعات الأربعاء، واستئنفت التحقيقات في اليوم التالي. وتركزت أسئلة المحققين، بحسب ما قال إدريس شحتان، على مصادر الخبر المنشور.
والمعروف أنه حكم على شحتان قبل عامين بالسجن لمدة سنة واحدة لنشره خبراً يتعلق بصحة الملك، لكن هذا الأخير عاد وعفا عنه قبل ثلاثة أشهر من انتهاء محكوميته. هل يكرر الملك هذه الخطوة ويعفو عن رشيد نيني في الأيام المقبلة؟


نشرت في جريدة الأخبار اللبنانية