الثلاثاء، 7 فبراير 2012

نص : مجرد كلمات


نص : مجرد كلمات




ما الحياة ؟  هي الدرك الأول من جهنم ...هي العناق الذي يعذب شهوة رجل إلى حتفه الأخير .. هي تلك الوظيفة المكتبية البيروقراطية ، لكن الحياة سنة أم فرض ؟ هل هي أنثى فاتنة أم ذكر غير مكتمل الرجولة ؟ ربما الحياة هي الاحتراب الذاتي الدائم ، قد تكون الحياة أيضا الخطيئة التي تقود إلى الجحيم ، ما الحياة ؟ هي اللقمة المستعصية على الهضم .. هي آخر جلسة مداولة قبل الحكم النهائي ... الحياة نميمة تسارع الزمن .

ما الموت ؟ هو انتصار على الزيف ..لحظة ارتقاء إلى الصداقة .. هو الشرط الوحيد لحياة طبيعية ،لكن هل الموت فعلا هو لحظة الفراق ؟ أم هو البداية اللقيطة ؟ الموت ليس قدرا وإنما أمل ، الموت أيضا هو لحظة اكتشاف الخديعة المتأخر ، ما الموت ؟ هو احتفال حتمي .. هو الحبيب الذي ننتظره طيلة العمر ...هو رجل يتأخر دائما عن مواعيده ... الموت هو أن نظل إلى الأبد من دون أنياب ... الموت هو أن تطوق البيعة أعناقنا .

ما الحب ؟ هو عارض من أعراض السرطان الذي لا علاج له .. نهم للأكل بشراهة يختفي مع أول لقمة .. هو البحث عن قطرة ماء صافية في بئر ملوث ، لكن هل يشمل الحب كل الحروف وهو الذي حكم ديكتاتورا بسلطة الحرفين ؟ ما الحب ؟ الحب نظام قمعي يدعي رغبته في الإصلاح .. هو كذلك مطر عنيف يسقط ومظلتنا ليست معنا .. هو قضية مؤجلة الحكم .

ما الأمل ؟  هو معركة خاسرة يتوهم من يخوضها تطويع المصير .. هو شمس الصباح التي نعتقد بدوامها طيلة النهار ..هو عجوز تخضع لعملية تجميلية على نهديها ، لكن هل الأمل هو فقط تلك الأجهزة الكهربائية التي تبقي الميت سريريا على قيد الحياة لبعض الوقت ؟ ما الأمل ؟ أهو محاولة جنسية يباشرها مثلي مع امرأة ؟ أم ربما هو الخيبة المعلقة على مشجب التعلم والبدائية ؟ الأمل ليس تاريخ ولادة جديد ، الأمل مرادف لليأس الأزلي ، الإيمان بالأمل لا يفعل سوى تأجيل تاريخ إعدام مسجون يعرف أنه لن يستمر ، الأمل خسارة مضاعفة ، الأمل هو انتصار الشيوعية يوما ما  .


ما الجنون ؟ هو ارتشاف فنجان من القهوة في ساحة الوغى ..البقاء شريفا طاهرا ... التفكير في المستقبل ، لكن الجنون يكون أكثر ألقا من التعقل ، ما الجنون ؟ الجنون هو انتظار عطف الحاكم ، الجنون هو الاعتقاد أن امرأة تثير شهوتك الجنسية ستنسيك الحب الأول ، الجنون شرف يحلم به كثيرون ، تحتاج حروبا باردة عديدة لترتقي من مصاف العقل المستهلك إلى نشوة الجنون ، الجنون هو رعشة بلوغ الذروة .

ما الانتصار ؟  هو وهم تتواطأ معه نواقص الأنا .. هو  قمة الفشل في أقسى درجاتها ... هو ممارسة الحب على ظهر دبابة ، لكن هل الانتصار امتداد في الزمان و المكان ؟ الانتصار أزلي أم مؤقت ؟ ، ما الانتصار ؟ الانتصار ليس فوزا ، الانتصار هو بداية  الانهيار  ، الانتصار تسليم بأن هناك هزائم ، الانتصار هو العيش في حالة صراع داخلي ، الانتصار عيادة لا تشفي من الغرور ، الانتصار أيضا هو محاولة تائهة لتحدي الحتمية ، الانتصار مرض شوفيني .

بقلم : عماد استيتو – صحفي وكاتب من المغرب -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق