الأحد، 3 يوليو 2011

عمر المخفي ردا على الناصري: كان على الناصري أن يتعظ من زميله وزير الإعلام الأردني


عمر المخفي ردا على الناصري: كان على الناصري أن يتعظ من زميله وزير الإعلام الأردني



دعا الإعلامي المغربي عمر المخفي وزير الاتصال المغربي خالد الناصري إلى الاقتداء بزميله وزير الإعلام الأردني المستقيل طاهر العدوان الذي غادر الحكومة الأردنية احتجاجا على تقييد حرية الصحفيين ، و كان تلفزيون دبي قد قرر الاستغناء بشكل غريب عن خدمات رئيس تحريره عمر المخفي وشقيقه مراسل القناة في المغرب جلال المخفي على إثر احتجاج وزير الاتصال المغربي على ما وصفها بالمعالجة غير المهنية لمراسل القناة للتظاهرات التي شهدتها مختلف مدن المملكة يوم الأحد 19 يونيو عقب الخطاب الملكي الذي أعلن عن تعديلات دستورية متهما إياه بنقل وجهة نظره باعتباره عضوا في حركة 20 فبراير ليتدخل بعد ذلك للضغط على إدارة القناة لفصل الاثنين، واعتبر عمر المخفي في حوار خص به " لكم " قرار الاستغناء عنه قرارا غريبا لكنه لا ينوي مقاضاة مسؤولي القناة لأنه يتمتع بعلاقة طيبة معهم بعد فترة اشتغال استمرت لثمانية سنوات مؤكدا أن قرار فصله لم يؤخذ داخل المؤسسة.
حاوره عماد استيتو
كيف توصلت بقرار إقالتك من عملك كرئيس تحرير في تلفزيون دبي، وكيف تعاملت مع هذا القرار؟
كنت في العمل يوم 21 يونيو عندما تلقيت رسالة مقتضبة من القناة تخبرني بإنهاء خدماتي ابتداء من اليوم التالي من دون ذكر للأسباب. مسؤولي المباشر الذي أوصل لي الرسالة نفى علمه بأي سبب موجب لفصلي. ثم طلب مني أن أغادر إلى البيت للراحة واقترح إعداد النشرة بدلا عني. لكنني رفضت وعقدت اجتماع التحرير وأتممت ساعات عملي الثماني بشكل عادي. وبعد النشرة أخبرت أصدقائي في القناة بالخبر وذهبنا جميعا لاحتساء شاي مغربي في فندق مجاور وشرعنا في ممارسة هواية الصحفيين المفضلة خارج العمل: التحليل.
هل طرقت أبواب مسؤولي المحطة للاستفسار عن سبب القرار، وماهي المبررات التي قدموها لك لتعليل سبب الاستغناء؟
فعلت ذلك لكنني لم أتوصل برد شاف. الشخص الوحيد الذي يعرف الأسباب هو المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للإعلام لكنه كان خارج البلد. أما بقية المدراء, فلا يعرفون سببا حقيقيا للقرار ولكنهم يجمعون على أن له علاقة بشكاوى وزير الاتصال المغربي ضد أخي جلال الذي يعمل مراسلا لتلفزيون دبي في الرباط.
من خلال رسالة توضيحية، حملت وزير الاتصال المغربي خالد الناصري المسؤولية عن قرار الاستغناء عنك وعن جلال، هل أنت متأكد من ذلك؟
أود توضيح نقطتين. أولهما أن ما سميته برسالة توضيحية كان في الأصل رسالة إلكترونية بعثت بها إلى زملائي في ملتقى الصحفيين والإعلاميين المغاربة بالخارج لأشرح لهم سياق أقالتي بعد عشرات المكالمات التي تلقيتها تسأل عن الأسباب. هي لم تكن رسالة معدة للنشر لكنني أتبنى مضمونها بالكامل حتى بعد نشرها.
النقطة الثانية التي أود إيضاحها هو أنني لا أحمل وزير الاتصال السيد خالد الناصري المسؤولية المباشرة عن إقالتي. أنا أتهمه بالسعي إلى إقالة جلال من خلال شكاواه لتلفزيون دبي ولسلطات دولة الإمارات. أنا أتهمه بالإساءة إلى منصبه وإلى الدولة المغربية لأنه نزل إلى مستوى تصفية الحسابات عبر التدثر برداء مسؤوليته الحكومية . وأنا أتهمه كذلك بإطلاق ادعاءات كاذبة عن تغطية مراسلنا للحراك السياسي في المغرب. والأرشيف موجود وهو كفيل بضحد هذه المزاعم.
أما قرار إقالتي فذلك أمر غريب ولم أتوصل بأي تفسير له. لكنني أخبرت في المؤسسة بشكل شفوي أنه على علاقة بشكاوى الوزير بشأن الأداء المهني لجلال. بمعنى آخر لولا سعي الوزير الحثيث لإقالة جلال لكنت لا أزال على رأس عملي.
كيف لمؤسسة إعلامية رائدة بقيمة تلفزيون دبي تتلقى أوامرها من مسؤول في دولة ثانية؟
مؤسسة دبي للإعلام مؤسسة حكومية لا تتلقى أوامرها إلا من مسؤولي دولة الإمارات. وأنا شخصيا عاتب على مسؤوليها لكنني أتفهم قرارهم لأنه فرض عليهم. المؤسسة, وبعد شكاوى الوزير, نظرت في فحوى بعض تقارير جلال ومداخلاته على النشرات كمراسل. ولم تجد سندا لمزاعم الوزير. ولإيجاد حل وسط, قررت استرضاء الوزير باستضافته مرة أخرى على نشرة العاشرة ليلا بتوقيت دبي (بعد استضافته على نشرة الثالثة). لكن الأمور تطورت بعد ذلك لأن السيد الناصري نقل شكاواه إلى الدائرة السياسية ولم يقبل بالحكم المهني للقناة على أداء مراسلها.
في تصريحه لتلفزيون دبي قال خالد الناصري إن مراسلكم كان يشوه الحقيقة ويعبر عن وجهة نظره باعتباره عضوا في حركة 20 فبراير؟ ما تعليقك؟
الأمر لا يحتاج إلى تعليق. تكفي رؤية تسجيل الحوار المحمل على الإنترنت للتأكد بأن رد فعل الوزير كان متشنجا وليس له ما يسنده. الوزير اتهم التلفزيون على الهواء بأنه نصب له فخا وحشره في زاوية الرد على مراسله وعلى حراك 20 فبراير. لكن من يمعن في فيديو الحوار يرى محاولات المذيع المتكررة لإعادة الوزير إلى موضوع مسودة الدستور وإصرار الوزير على مهاجمة المراسل. بل إن أجوبته على الأسئلة المتعلقة بمشروع الدستور تضمنت في كل مرة مهاجمة للمراسل. هذا تحامل واضح يدل على وهن حجة الوزير ونزوله إلى مستوى "البوليميك" مع مراسل تلفزيوني. وعلى العموم, فليأت ببرهانه إن كان من الصادقين.
الاستغناء عن جلال جاء عن طريق الضغط الذي مارسه الوزير على القناة، لكن ما لم نفهمه هو لماذا في رأيك امتد قرار الفصل إليك؟
ليس هنالك أي مبرر يجعل الاستغناء عن جلال مفهوما، خاصة بهذه الطريقة. جلال صحافي لم يسئ خلال عمله مع التلفزيون لأخلاقيات المهنة ولا لمبدأ الحياد والرأي والرأي الآخر. إن سعي وزارة الإعلام للتضييق على جلال لا تمت بصلة إلى ممارسته المهنية وإنما فقط لانتمائه لحركة 20 فبراير.
أما قرار فصلي فيبقى الرقم المجهول في هذه المعادلة السريالية. لكن الأكيد أنه له علاقة بخلاف جلال مع وزير الاتصال بدليل أن قرار فصلنا تم في نفس اليوم.
ماهي الخطوات التي تعتزم خطوها في المرحلة القادمة لمتابعة الموضوع ؟ هل تعتزم مقاضاة مؤسسة دبي للإعلام مثلا؟
لا أحد يقاضي أهله. قد تعتب عليهم لكن الأمر لا يذهب أبعد من ذلك. لقد قضيت ثماني سنين في تلفزيون دبي حظيت خلالها بالتقدير والاحترام وكسبت تجربة مهنية على مستوى عال. ولن أنسى تلك السنوات الطوال فقط لأن وزيرا مغربيا أساء استخدام سلطته ولم يقدر العواقب الاجتماعية والسياسية لتدخل غير مسوؤل من جانبه. أنا متأكد بأن قرار المؤسسة بفصلي لم يؤخذ داخليا. لذلك أنا أضع نفسي محلهم وأتساءل ما الذي كان بإمكانهم فعله إذا طلب منهم سياسيا فصلي.
كل الخطوات التي أنوي القيام بها تصب في خانة الدفاع عن شرفي المهني والعمل على عدم تكرار التدخلات السياسية في شؤون الصحافة وهي مسيئة لسمعة بلدنا الذي يشهد حراكا مشرفا في الشارع بغض النظر عن مضمون هذا التحرك.
هل تلقيت عروضا أخرى؟
نعم، بضعة عروض في الواقع. لكنني لن أتنازل عن العطلة الصيفية وقضاء بضعة أيام رمضانية مع الأهل. لذلك سآخذ فسحة للتأمل و"للنقاهة المهنية" قبل الانتقال إلى مكان آخر سيكون بكل تأكيد خطوة إلى الأمام.
هل لديك رسالة توجهها إلى خالد الناصري أو الوسط الإعلامي المغربي؟
أدعوه إلى أن يحذو حذو زميله الأردني وزير الإعلام طاهر العدوان الذي استقال احتجاجا على ما اعتبره مناخا مناهضا لحرية الإعلام في بلده وعلى مشاريع قوانين مضيقة على حرية الصحافة قدمتها الحكومة الأردنية أمام البرلمان. أقول له ما كان أجدرك بأن تتخذ مثل تلك الخطوة وأنت الذي شهد عهدك القاتم أكبر عدد من إغلاق الصحف ومحاكمات الصحفيين والزج بهم في السجون.
--- حاوره : عماد استيتو نشر بتاريخ 28 يونيو 2011 في موقع لكم
http://www.maghress.com/lakome/6066

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق