الاثنين، 22 فبراير 2010

خاطرة : القديس فالنتان


القديس فالنتان





القديس فالنتان يتحدثون عن عيد الحب يا حلوتي يتهامسون عن هدايا القديس فالنتان اللتي لا أعرف عنها شيئا ، يؤمنون بيوم ينذرون فيه القرابين للشعور الجارف يوم لم أعرفه معك ميعاد ،لم أتذوق فيه قطعة من كعكة أعددتها ،ليس يوما نتبادل فيه الغزل إنه يوم ألبس فيه أسود الحداد إنه يوم أطلق فيه الدنيا وألعن فالنتان وأشتم دون جوان وكازانوفا وكل العشاق إنه يوم أبارك فيه جنون نيتشه و حمق فان كوغ ببساطة إنه ليس يوما لي يا حبيبتي لأن جرس بابي لن يرن على معايدة منك أو حتى مهاتفة صغيرة على أعتاب الشوق ، ببساطة إنه ليس يوما لي يا سمري لم أصاحبه يوما ولم يكن رفيقيحينما ينتصف فبراير أيها المتيمون أحاول أن أعتزل الصخب وأطلق الشارع وكل شيىء ، أترك التلفزيون وكل ما يمكن أن يذكرني أن غيري يخلد ذكرى يعتبرها مميزة أحاول وأحاول يائسا أن أرفض الإيقاع أن أعلن ثورة على فيض الأحاسيس ، أحسد المتحابين تقتلني خلوتهم واستسلامهم لسطوة العشق في ماديات العالم ، كيف يحتفلون ؟ كيف يباركون احتفالا قد تكون نهايته شقاءا ؟ لعلها هلوسات غاضب فقط وربما قد تكون حسدا لأن بركات الشيخ فالنتاين لم تطرق بابي كعادتها ذات كل موسم تمر بمحاذاة المنزل وتنتقل إلى منزل الجيران ولست ألومها لأن أبوابي موصدةأستعين بالسخرية تارة وألوح بسلاح الرفض الشرعي تارة وأهمس بمفردات العادات والأعراف في مرات أخرى حتى أنال من الثائرين على القداسة من المتحررين من سطوة القواعد ، في قرارتي شوق ولهف يطفىء برودة عيدهم ، أركن وحيدا كعادتي ليلة كل عيد أتحدث إلى جدراني الأربعة اللتي امتلكتها من شدة ركوني إليها حتى أصبحت هي تغادرني فأحس وحدة خانقة لا تدفئها مدفئة أو حطب ، تغتالني مكرها لهفة العيد أحاول بعدها التلصص من مخبئي السري من خرم نافذتي على العشاق يتجاذبون أطراف الحلم يتبادلون هدايا الولاء ويقدمون تضحيات باسم الوفاء إنه موعد يجددون فيه مبايعتهم لسلطان الغرام المقدسمازالوا يتحدثون عنه يا جميلتي كأنه طبخة صينية ، إنه يوم مقدس لهم وربما لك لكنني لم أحصل على نصيبي ، غريبة هي الحياة ساخرة هي الدنيا كيف يستطيع يوم واحد أن يجعل الجحافل تتسابق طامعة لتنال شيئا من خير فالنتان وليرضى عنها فالنتان عاما آخر ، صك غفران ووهم السرمدية تجرف الجميع في تيار الهيام بالدوام ، أما الراكنون المتوحدون المنعزلون فهم قليلوا ذوق وكارهون للحياة ، اللذة أن تضرب كفا بكف أن تغمز لك فتاة رخيصة بالشارع وتتجاهلها اللذة ليست يومنا اللذي نجلس فيه على ضوء الشموع ونمارس هواية الأكاذيب وغواية القصور الاصطناعية يقترب موعدنا مع اللا لقاء ولم تبقى سوى أيام معدودات كي نلعب لعبة الغميضة على إيقاعات الرفض وموسيقى شد الحبل ، قد يمر بي فالنتان هذه المرة من يدري ؟ قد يتنازل عن كرامته اللتي جرحتها ؟ ربما يأتي ليطلب ودي ليلة الحب ، قد يخرجني بحثا عن شارع العشاق ، ربما يعينني حكما على خصام الأحبة أو راعيا لمصالحة شغوفة ، يقترب موعدنا وزماننا ولا أعرف ما أرتديه لتنالني رصاصة القديس معطف حداد أسود أم سترة وردية فاتحة الازهرار،ولكنه عيد العشاق وليس عيدنا فالعشق هو الوحيد اللذي لم يكن في خانة الأشياء اللتي كانت بيننا إنه عيد العشق يا أميرتي إنه عيد العشق .


عماد استيتو27-2-2010

الخميس، 18 فبراير 2010

كلام جميل


كلام جميل





كل شيىء جميل في وطننا والمستقبل سيكون أفضل بكثير والغذ مبشر بالتغيير على جميع الأصعدة بما فيها الميدان الرياضي فالمشاريع على قدم وساق والدعم واهتمام الدولة موجود والنتائج قادمة في الأفق والوزارة الجديدة تقوم بمجهودات جبارة للدفع بقاطرة الرياضة المغربية إلى الأمام بهذه الأفكار الوردية صحيت من حلم عفوا من كابوس مزعج طاردني خلاله شيء من التفاؤل المر لكن يقين الواقع سرعان ما استعاد نبرته وهو يراجع معطيات برنامج وزير رياضتنا منصف بلخياط الذي وجهه للمغاربة ليلة الخميس الماضي وهو يتحدث بكثير من الثقة و الارتياح لمشاريعه التي مازالت حبرا على ورق جاهدت كثيرا لأبتعد عن نبرتي وعادتي التشاؤمية حتى لا أكون من فريق الذين يقولون" لا" دون أن يدروا المضمون ، تحدث وزيرنا عن أشياء جميلة وعن برامج تنفع شعارات انتخابية لأن أمر تطبيقها سيكون أصعب من تسلق إيفيرست في مرتفعات الهيملايا وخشيتي كبيرة من الإفراط في التفاؤل الذي قد يفضي في النهاية إلى الإحباط ، لا يمكن سوى أن نستبشر خيرا من توقيع عقد الأهداف مع الجامعات كرؤوس أقلام لأن الخوض في بنود العقد سيكشف أهدافا قد تصل أحيانا إلى حد الاستعصاءات إذا ما نظرنا إلى حجم الإكراهات التي تعانيها بعض الجامعات التي يتسول بعضها لتسيير شؤونه ومخطئ السيد بلخياط لو ظن أن الدعم الحالي سيكون كافيا إن نحن أردنا بلوغ الأهداف المرسومة خلال أربع سنوات أسهب وزير رياضتنا وأخذ كل الوقت الكافي وهو يفصل في إستراتيجيته ويطنب في كيل المديح لها وتزيينها حتى تبدوا مطاطة على مسامع الشعب المغربي دون أن يجد من مقدم البرنامج أي مقاطعة أو أسئلة تباغث يقظة وزيرنا الذي تحدث عن التحول في دور الوزارة من برج السلطوية إلى خدمة الجامعات ولست أدري كيف يتم هذا إن كان المعيار هو النتائج مما يعني منطقي أنا لو سلكنا الطريق الذي يؤدي إليه كلام السيد الوزير أن الجامعات التي لم تحقق النتائج التي جاءت في عقدة الاتفاق سيكون محكوما عليها بالإفراغ وتبحث عن مورد آخر فهي حرة ولم تكن مجبرة على توقيع الاتفاق مع الوزارة المعنية ، الإستراتيجية الجديدة التي تأتي كعادتنا التسييرية لتضرب القطيعة مع كل مخلفات الولاية السابقة للوزيرة السابقة فكل له سياسته الخاصة وكل يرى الأمور من منظوره الخاص ويرى في نفسه أنه من يحمل مفاتيح الخلاص وزوال مشاكل الرياضة الوطنية بدون رجعة ما يقوله وزيرنا كلام جميل كلام معقول على قولة ليلى مراد لكنه ليس شيئا جديدا فقد تعودنا التأمل والتسويف والوعود المعسولة التي لم تتجاوز الرفوف والأوراق المغبرة للأسف لذلك فإننا نتوخى الحذر ونتجنب الإفراط في التفاؤل دون أن نستبق الأحداث ونحكم بالفشل على تجربة مازالت على الورق ولم تدخل حيز التطبيق بعد لكن وفي نفس الوقت لا يمكن أن نرقص فرحا على إيقاعات كلمات لم تغادر قاموس العادة فلئن كان وزيرنا الحالي أكثر انفتاحا على وسائل الإعلام من سابقيه وهذا شيء إيجابي في حد ذاته لكن هذا لا يعفيه من ضرورة التعقل والتروي وتصدير أوهام وردية قد تدخل في نطاق السريالية والمستحيل فرحم الله امرءا عرف قدره ولأنها كانت ليلة للغزل والكلام الجميل فلا بد من تطييب الخواطر والإشادة بعمل جامعة كرة القدم فالجامعة تقوم بعمل جبار وأمامها أوراش كبيرة ، أراد من ذلك تذويب جليد الخلافات بينه وبين رئيس جامعة الكرة واضعا الكرة في ملعب الجامعة ومعيدا حبل الود إلى العلاقات بين الوزارة والجامعة خصوصا وأننا عشنا أسبوع عيد الحب وهو مناسبة لوأد كل الخلافات السابقة على الأقل هذا ما حاول وزير رياضتنا قوله وهو يتحدث عن علاقته بعلي الفاسي ، ليس أملنا سوى مستقبلا رياضيا مضيئا يسلك دروب التألق ويرفع شعارات الإنجازات والإحقاقات والفخر و ليست أحلامنا سوى أن نرى علم الوطن يرفرف والنشيد الوطني يعزف وسنواصل على نفس الخطى إيمانا بعدالة الرسالة التي ندافع عنها ، أختم برسالة توصلت بها يعاتبني صاحبها على وقاحتي في تناولي موضوع الخلاف بين الوزير ورئيس الجامعة في واحدة من مقالاتي ويآخذ علي وعلى الصحافة عموما سلبيتها في الطرح وميلها للانتقاد من أجل الانتقاد وجوابي أننا لسنا محلا يرمي الورود ويقول كلاما جميلا بدون مناسبات لسنا العنوان المناسب لذلك ومادامت الشوائب لصيقة بوسطنا الرياضي فسنمضي في نفس النهج شاء من شاء وكره من كره


بقلم : عماد استيتو

نشرت هذه المقالة في جريدة النخبة

برق ما تقشع


برق ما تقشع




فاجأ علي الفاسي جميع متتبعي الشأن الكروي في المغرب وهو يعلن أن مدرب المنتخب الوطني المغربي لن يتم التعرف إليه إلا في شهر يونيو القادم ، الخروج الإعلامي الجديد لعلي الفاسي الفهري على هامش الجمعية العامة للكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم بأنغولا كان رسميا كالعادة فرئيس جامعتنا يكتفي بتمرير رسائله وخطاباته عبر القنوات الرسمية دون أن يتجه لوسائل الإعلام الأخرى ، على أي ليس هذا موضوعنا الرئيس فالمثير للأمر في الموضوع هو الطريقة التي تتعامل بها جامعتنا والتكتم الشديد الذي تتعامل به مع ملف المنتخب المغربي وكأن الأمر يعني فئة فقط دون أخرى .تحدث رئيس جامعتنا مرة أخرى بلغة تحمل الكثير من الإيحاءات الغير مفهومة والتلميحات المفهمة وربط عدة أشياء ببعضها دون وجود علاقة منطقية بينها ، لست أدري لماذا تبادر إلى ذهني وأنا أقرأ نص الخبر الذي قصته علينا وكالة المغرب العربي للأنباء أنه وكأن رئيس جامعتنا يحدث جمهورا رياضيا جاهلا رافضا لكل تفاصيل المعرفة الدقيقة لجميع الحيثيات الصغيرة والكبيرة ، لست أستسيغ الحديث عن إكراهات قانونية تمنع الجامعة من الاتصال بأي مدرب هذا أمر سخيف للغاية لأن الجميع يعلم أنه لا يوجد أي شيىء يمنع الاتصال بمدرب مازال عقده ساريا مع فريق أو منتخب وإن لم أكن مخطئا أو خانتني ذاكرتي فالتعاقد مع هنري ميشيل وروجي لومير تم بعد الاتصال معهما بل وتم إعلان التعاقد معهما وعقدهما كان مازال ساريا مع الزمالك والمنتخب التونسي، ربما رئيس جامعتنا الموقرة هاته أكثر احترافية من سابقيه ربما ؟؟ لكن أسلوبه في الطرح يبدوا لي بعيدا عن الاحترافية ويعتمد على استبلاد الجمهور الرياضي أكثر من تقديم المعلومة ." اختيار مدرب أجنبي للمنتخب الوطني يستجيب أولا للحرص على إمكانية الاستفادة من عطاءات اللاعبين الدوليين المغاربة الذين تمارس غالبيتهم في الخارج " كانت هذه إحدى جمل رئيس جامعتنا التي يتحدث فيها لغة غير تلك التي نفهمها فما اصبح مسلما أن أي مدرب للمنتخب الوطني أكان محليا أو أجنبيا فسيعتمد حتما ويقينا على السواد الأعظم في اختياراته على المحترفين فما يحاول أن يقوله علي الفاسي غير واضح ، أحاول أن أجتهد كثيرا لأفهم هل يقصد أن مدربا وطنيا سوف لن يمكننا من الاستفادة من المحترفين ؟ هل يقصد التمهيد للأطر الفرنسية على اعتبار أغلب محترفينا ينطقون بالفرنكفونية ؟ لست أدري ماهي الرسالة التي كان يبتغي رئيس جامعتنا إيصالها والتي مهما اجتهد وحاول فإنه لم يزد الأمر سوى غموضا وجعله قابلا لعشرات التأويلات .المدرب الجديد يجب أن يكون رجلا خارقا وشخصا استثنائيا يلبي المواصفات المطلوبة فالرجل لن يكتفي فقط بمهمة التدريب لكن سيتعين عليه الاشراف على استكمال تكوين الأطر التي ستشكل نواة الإدارة التقنية الوطنية كل هذا حسب ما جاد به علينا البيان الرسمي ، فلخصوصية الظرف فالشخص المختار يجب أن يكون فريدا من نوعه لذلك في عرف رئيس جامعتنا وحاشيته وهو أمر يتطلب تخطيطا وسرية تامة لذلك فالأمر من أسرار الدولة ويا ويله من يحاول العبث بالنار وتقديم معلومة للصحافة الوطنية ، عفوا فرئيس جامعتنا يحاول أن يستعيد مقود الريادة من يد بلخياط ولا يوجد أفضل من خرجة إعلامية جديدة ليقول أنه موجود .حاولت عبثا أن أقرأ بين السطور لكن يائسا انتهيت " برق ما تقشع " فالبيان المشفر والتصريحات المبطنة لا يمكن سوى أن تخفي وراءها قصورا فاضحا وضعفا كبيرا في استخدام كل الحقول الدلالية للبيت الكروي المغربي وتوضح بالبث المفتوح رغم اعتمادها التشفير فشلا ذريعا في تدبير ملف المنتخب الوطني واختيار مدرب له ، فما نسيه أو ربما اختار أن يتناساه رئيس الجامعة هو أن يشرح لنا الآلية والجهة التي سيخول لها دراسة ملفات المدربين ، هذا لأن الراجح أن الأمر لا يتعدى سوى أن يكون اختيار نزوات فردية مبنية على الأهواء الشخصية دون استشارة تقنية للأطر الوطنية التي يمدحها الفاسي ويطعن فيها في نفس الوقت ففي وقت تجده يشيد بها وبكفاءتها وفي الآن ذاته تجده يدينها ويعتبرها غير مؤهلة لتولي منصب الناخب الوطني للفريق الأول ، بالله عليكم هل فهمتم شيء ؟ .تستفزنا هاته الطريقة الانفرادية والاستعلائية التي يتعامل بها القائمون على الشأن الكروي بالمغرب مع ملف حساس يشغل عموم الشعب المغربي فأمر المدرب الوطني القادم يستحق جميع المواطنين كيفما كانت أوضاعهم أن يقفوا عنده ويخبروا بسير الأمور أولا بأول بدل إطباق الصمت وإيصاد الأبواب في وجه الصحافة ونهج سياسة الصم البكم والتعامل مع الأمر وكأنه ملف يهم شركته الخاصة وليس منتخب ملك لكل المغاربة بدون استثناء وليس حكرا على أحد ، فالتصريح النكتة هذا ليس الهدف منه سوى المراوغة وربح الوقت في مسلسل تدبيري فاشل لا بد لنا من التطرق إليه وما على الرسول إلا البلاغ.


بقلم : عماد استيتو

نشرت هذه المقالة في جريدة النخبة وموقع مرايا برس