الأحد، 7 أغسطس 2011

العفو الملكي لم يشمل رشيد نيني


العفو الملكي لم يشمل رشيد نيني




هل يخرج رشيد نيني من السجن قريباً؟

بعد أكثر من شهر ونصف شهر على صدور الحكم بسجنه، لا يزال الصحافي المشاغب خلف القضبان. وقد تبخّرت كل الآمال بإطلاق سراحه قريباً بعدما مرّ «عيد العرش» في المغرب دون أن يصدر الملك قراراً بالعفو عنه

عماد استيتو

الدار البيضاء| في التاسع والعشرين من شهر تموز (يوليو) من كل عام، ينتظر مئات المحكومين في السجون المغربية العفو الذي يصدره الملك في مناسبة «عيد العرش»، أي اليوم الذي اعتلى فيه العرش الملكي، لكن هذا العام بدت المناسبة باهتة أو ناقصة، فبعدما توقّع المغربيون أن يمثّل هذا اليوم فرصة لإطلاق سراح الصحافي رشيد نيني، لم يرد اسم هذا الأخير ضمن لائحة «المحظوظين». هل سيقضي رشيد نيني شهر رمضان في السجن؟ سؤال تكرّر على صفحة الصحافي المشاغب على فايسبوك، وإن كان الجواب معروفاً سلفاً بالنسبة إلى كثيرين، إذ يقضي مدير نشر جريدة «المساء» عقوبة بالسجن لمدة سنة بتهمة «تبليغ السلطات العامة عن جرائم يعلم بعدم حدوثها»، و«التأثير في قرارات رجال القضاء قبل صدور أحكام غير قابلة للطعن عن طريق كتابات علنية»، و«تحقير مقررات قضائية من شأنها المساس بسلطة القضاء واستقلاله عن طريق كتابات علنية».

ويبدو أن السلطات المغربية غير مستعدة حالياً لإقفال هذا الملف الذي يشغل الرأي العام المحلي، والدولي. وعبّرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية في بيان أصدرته قبل أيام عن «قلقها العميق من استمرار سجن نيني»، مجددة دعوتها إلى الإفراج عنه «وخصوصاً أن المغرب يستعدّ لدخول مرحلة جديدة بعد التصديق على الدستور الذي ينص على احترام الحريات وحقوق الإنسان».
وكانت بعض وسائل الإعلام قد ذكرت أن الأمين العام لـ«المجلس الوطني لحقوق الإنسان» محمد الصبار يعمل على إيجاد صيغة قانونية تؤدي إلى خروج نيني من السجن. وجاء في هذه التقارير الصحافية أيضاً أن الصبار زار نيني في سجن عكاشة (الدار البيضاء) قبل ثلاثة أسابيع وطلب منه التقدّم بطلب عفو يدعمه المجلس، وهو ما وافق عليه نيني. وقد نجح المجلس قبل أشهر بالإسهام في إطلاق سراح مجموعة من المعتقلين السياسيين الإسلاميين، لكن يبدو أن هذه المساعي ستبقى رهن قرار سياسي تتّخذه السلطات.
هكذا يلف الغموض مصير «الفتى المدهش» للصحافة المغربية، في وقت يحاول فيه زملاؤه الصحافيون الحفاظ على تفاؤلهم. مثلاً يقول الإعلامي المغربي المختار لغزيوي لـ «الأخبار»: «صحيح أن الجسم الصحافي المغربي تمنّى أن يكون عيد العرش فرصة لتقويم مسار الديموقراطية في المغرب، ووضع حد للتفاصيل التي تعيقه، وفي مقدمها اعتقال رشيد نيني، لكنّني أعتقد أن لحظات أخرى مقبلة قد تكون مؤاتية لإقفال هذا الملف، وإعادة نيني إلى قرائه...». 
وفي وقت يعيش فيه نيني مرارة السجن تستمر متاعب الصحافيين المغاربة، إذ اقتادت الشرطة المغربية مدير نشر أسبوعية «المشعل» إدريس شحتان، ورئيس تحريرها عبد العزيز كوكاس، الأربعاء الماضي إلى التحقيق، بعد نشر مقالة عن «تدخل بعض الولاة والعمال في توجيه مسار الانتخابات في المغرب في عامي 2007 و2009». وقد حُقِّق مع الصحافيَّين لأكثر من سبع ساعات الأربعاء، واستئنفت التحقيقات في اليوم التالي. وتركزت أسئلة المحققين، بحسب ما قال إدريس شحتان، على مصادر الخبر المنشور.
والمعروف أنه حكم على شحتان قبل عامين بالسجن لمدة سنة واحدة لنشره خبراً يتعلق بصحة الملك، لكن هذا الأخير عاد وعفا عنه قبل ثلاثة أشهر من انتهاء محكوميته. هل يكرر الملك هذه الخطوة ويعفو عن رشيد نيني في الأيام المقبلة؟


نشرت في جريدة الأخبار اللبنانية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق