الخميس، 18 فبراير 2010

برق ما تقشع


برق ما تقشع




فاجأ علي الفاسي جميع متتبعي الشأن الكروي في المغرب وهو يعلن أن مدرب المنتخب الوطني المغربي لن يتم التعرف إليه إلا في شهر يونيو القادم ، الخروج الإعلامي الجديد لعلي الفاسي الفهري على هامش الجمعية العامة للكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم بأنغولا كان رسميا كالعادة فرئيس جامعتنا يكتفي بتمرير رسائله وخطاباته عبر القنوات الرسمية دون أن يتجه لوسائل الإعلام الأخرى ، على أي ليس هذا موضوعنا الرئيس فالمثير للأمر في الموضوع هو الطريقة التي تتعامل بها جامعتنا والتكتم الشديد الذي تتعامل به مع ملف المنتخب المغربي وكأن الأمر يعني فئة فقط دون أخرى .تحدث رئيس جامعتنا مرة أخرى بلغة تحمل الكثير من الإيحاءات الغير مفهومة والتلميحات المفهمة وربط عدة أشياء ببعضها دون وجود علاقة منطقية بينها ، لست أدري لماذا تبادر إلى ذهني وأنا أقرأ نص الخبر الذي قصته علينا وكالة المغرب العربي للأنباء أنه وكأن رئيس جامعتنا يحدث جمهورا رياضيا جاهلا رافضا لكل تفاصيل المعرفة الدقيقة لجميع الحيثيات الصغيرة والكبيرة ، لست أستسيغ الحديث عن إكراهات قانونية تمنع الجامعة من الاتصال بأي مدرب هذا أمر سخيف للغاية لأن الجميع يعلم أنه لا يوجد أي شيىء يمنع الاتصال بمدرب مازال عقده ساريا مع فريق أو منتخب وإن لم أكن مخطئا أو خانتني ذاكرتي فالتعاقد مع هنري ميشيل وروجي لومير تم بعد الاتصال معهما بل وتم إعلان التعاقد معهما وعقدهما كان مازال ساريا مع الزمالك والمنتخب التونسي، ربما رئيس جامعتنا الموقرة هاته أكثر احترافية من سابقيه ربما ؟؟ لكن أسلوبه في الطرح يبدوا لي بعيدا عن الاحترافية ويعتمد على استبلاد الجمهور الرياضي أكثر من تقديم المعلومة ." اختيار مدرب أجنبي للمنتخب الوطني يستجيب أولا للحرص على إمكانية الاستفادة من عطاءات اللاعبين الدوليين المغاربة الذين تمارس غالبيتهم في الخارج " كانت هذه إحدى جمل رئيس جامعتنا التي يتحدث فيها لغة غير تلك التي نفهمها فما اصبح مسلما أن أي مدرب للمنتخب الوطني أكان محليا أو أجنبيا فسيعتمد حتما ويقينا على السواد الأعظم في اختياراته على المحترفين فما يحاول أن يقوله علي الفاسي غير واضح ، أحاول أن أجتهد كثيرا لأفهم هل يقصد أن مدربا وطنيا سوف لن يمكننا من الاستفادة من المحترفين ؟ هل يقصد التمهيد للأطر الفرنسية على اعتبار أغلب محترفينا ينطقون بالفرنكفونية ؟ لست أدري ماهي الرسالة التي كان يبتغي رئيس جامعتنا إيصالها والتي مهما اجتهد وحاول فإنه لم يزد الأمر سوى غموضا وجعله قابلا لعشرات التأويلات .المدرب الجديد يجب أن يكون رجلا خارقا وشخصا استثنائيا يلبي المواصفات المطلوبة فالرجل لن يكتفي فقط بمهمة التدريب لكن سيتعين عليه الاشراف على استكمال تكوين الأطر التي ستشكل نواة الإدارة التقنية الوطنية كل هذا حسب ما جاد به علينا البيان الرسمي ، فلخصوصية الظرف فالشخص المختار يجب أن يكون فريدا من نوعه لذلك في عرف رئيس جامعتنا وحاشيته وهو أمر يتطلب تخطيطا وسرية تامة لذلك فالأمر من أسرار الدولة ويا ويله من يحاول العبث بالنار وتقديم معلومة للصحافة الوطنية ، عفوا فرئيس جامعتنا يحاول أن يستعيد مقود الريادة من يد بلخياط ولا يوجد أفضل من خرجة إعلامية جديدة ليقول أنه موجود .حاولت عبثا أن أقرأ بين السطور لكن يائسا انتهيت " برق ما تقشع " فالبيان المشفر والتصريحات المبطنة لا يمكن سوى أن تخفي وراءها قصورا فاضحا وضعفا كبيرا في استخدام كل الحقول الدلالية للبيت الكروي المغربي وتوضح بالبث المفتوح رغم اعتمادها التشفير فشلا ذريعا في تدبير ملف المنتخب الوطني واختيار مدرب له ، فما نسيه أو ربما اختار أن يتناساه رئيس الجامعة هو أن يشرح لنا الآلية والجهة التي سيخول لها دراسة ملفات المدربين ، هذا لأن الراجح أن الأمر لا يتعدى سوى أن يكون اختيار نزوات فردية مبنية على الأهواء الشخصية دون استشارة تقنية للأطر الوطنية التي يمدحها الفاسي ويطعن فيها في نفس الوقت ففي وقت تجده يشيد بها وبكفاءتها وفي الآن ذاته تجده يدينها ويعتبرها غير مؤهلة لتولي منصب الناخب الوطني للفريق الأول ، بالله عليكم هل فهمتم شيء ؟ .تستفزنا هاته الطريقة الانفرادية والاستعلائية التي يتعامل بها القائمون على الشأن الكروي بالمغرب مع ملف حساس يشغل عموم الشعب المغربي فأمر المدرب الوطني القادم يستحق جميع المواطنين كيفما كانت أوضاعهم أن يقفوا عنده ويخبروا بسير الأمور أولا بأول بدل إطباق الصمت وإيصاد الأبواب في وجه الصحافة ونهج سياسة الصم البكم والتعامل مع الأمر وكأنه ملف يهم شركته الخاصة وليس منتخب ملك لكل المغاربة بدون استثناء وليس حكرا على أحد ، فالتصريح النكتة هذا ليس الهدف منه سوى المراوغة وربح الوقت في مسلسل تدبيري فاشل لا بد لنا من التطرق إليه وما على الرسول إلا البلاغ.


بقلم : عماد استيتو

نشرت هذه المقالة في جريدة النخبة وموقع مرايا برس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق