الخميس، 18 فبراير 2010

كلام جميل


كلام جميل





كل شيىء جميل في وطننا والمستقبل سيكون أفضل بكثير والغذ مبشر بالتغيير على جميع الأصعدة بما فيها الميدان الرياضي فالمشاريع على قدم وساق والدعم واهتمام الدولة موجود والنتائج قادمة في الأفق والوزارة الجديدة تقوم بمجهودات جبارة للدفع بقاطرة الرياضة المغربية إلى الأمام بهذه الأفكار الوردية صحيت من حلم عفوا من كابوس مزعج طاردني خلاله شيء من التفاؤل المر لكن يقين الواقع سرعان ما استعاد نبرته وهو يراجع معطيات برنامج وزير رياضتنا منصف بلخياط الذي وجهه للمغاربة ليلة الخميس الماضي وهو يتحدث بكثير من الثقة و الارتياح لمشاريعه التي مازالت حبرا على ورق جاهدت كثيرا لأبتعد عن نبرتي وعادتي التشاؤمية حتى لا أكون من فريق الذين يقولون" لا" دون أن يدروا المضمون ، تحدث وزيرنا عن أشياء جميلة وعن برامج تنفع شعارات انتخابية لأن أمر تطبيقها سيكون أصعب من تسلق إيفيرست في مرتفعات الهيملايا وخشيتي كبيرة من الإفراط في التفاؤل الذي قد يفضي في النهاية إلى الإحباط ، لا يمكن سوى أن نستبشر خيرا من توقيع عقد الأهداف مع الجامعات كرؤوس أقلام لأن الخوض في بنود العقد سيكشف أهدافا قد تصل أحيانا إلى حد الاستعصاءات إذا ما نظرنا إلى حجم الإكراهات التي تعانيها بعض الجامعات التي يتسول بعضها لتسيير شؤونه ومخطئ السيد بلخياط لو ظن أن الدعم الحالي سيكون كافيا إن نحن أردنا بلوغ الأهداف المرسومة خلال أربع سنوات أسهب وزير رياضتنا وأخذ كل الوقت الكافي وهو يفصل في إستراتيجيته ويطنب في كيل المديح لها وتزيينها حتى تبدوا مطاطة على مسامع الشعب المغربي دون أن يجد من مقدم البرنامج أي مقاطعة أو أسئلة تباغث يقظة وزيرنا الذي تحدث عن التحول في دور الوزارة من برج السلطوية إلى خدمة الجامعات ولست أدري كيف يتم هذا إن كان المعيار هو النتائج مما يعني منطقي أنا لو سلكنا الطريق الذي يؤدي إليه كلام السيد الوزير أن الجامعات التي لم تحقق النتائج التي جاءت في عقدة الاتفاق سيكون محكوما عليها بالإفراغ وتبحث عن مورد آخر فهي حرة ولم تكن مجبرة على توقيع الاتفاق مع الوزارة المعنية ، الإستراتيجية الجديدة التي تأتي كعادتنا التسييرية لتضرب القطيعة مع كل مخلفات الولاية السابقة للوزيرة السابقة فكل له سياسته الخاصة وكل يرى الأمور من منظوره الخاص ويرى في نفسه أنه من يحمل مفاتيح الخلاص وزوال مشاكل الرياضة الوطنية بدون رجعة ما يقوله وزيرنا كلام جميل كلام معقول على قولة ليلى مراد لكنه ليس شيئا جديدا فقد تعودنا التأمل والتسويف والوعود المعسولة التي لم تتجاوز الرفوف والأوراق المغبرة للأسف لذلك فإننا نتوخى الحذر ونتجنب الإفراط في التفاؤل دون أن نستبق الأحداث ونحكم بالفشل على تجربة مازالت على الورق ولم تدخل حيز التطبيق بعد لكن وفي نفس الوقت لا يمكن أن نرقص فرحا على إيقاعات كلمات لم تغادر قاموس العادة فلئن كان وزيرنا الحالي أكثر انفتاحا على وسائل الإعلام من سابقيه وهذا شيء إيجابي في حد ذاته لكن هذا لا يعفيه من ضرورة التعقل والتروي وتصدير أوهام وردية قد تدخل في نطاق السريالية والمستحيل فرحم الله امرءا عرف قدره ولأنها كانت ليلة للغزل والكلام الجميل فلا بد من تطييب الخواطر والإشادة بعمل جامعة كرة القدم فالجامعة تقوم بعمل جبار وأمامها أوراش كبيرة ، أراد من ذلك تذويب جليد الخلافات بينه وبين رئيس جامعة الكرة واضعا الكرة في ملعب الجامعة ومعيدا حبل الود إلى العلاقات بين الوزارة والجامعة خصوصا وأننا عشنا أسبوع عيد الحب وهو مناسبة لوأد كل الخلافات السابقة على الأقل هذا ما حاول وزير رياضتنا قوله وهو يتحدث عن علاقته بعلي الفاسي ، ليس أملنا سوى مستقبلا رياضيا مضيئا يسلك دروب التألق ويرفع شعارات الإنجازات والإحقاقات والفخر و ليست أحلامنا سوى أن نرى علم الوطن يرفرف والنشيد الوطني يعزف وسنواصل على نفس الخطى إيمانا بعدالة الرسالة التي ندافع عنها ، أختم برسالة توصلت بها يعاتبني صاحبها على وقاحتي في تناولي موضوع الخلاف بين الوزير ورئيس الجامعة في واحدة من مقالاتي ويآخذ علي وعلى الصحافة عموما سلبيتها في الطرح وميلها للانتقاد من أجل الانتقاد وجوابي أننا لسنا محلا يرمي الورود ويقول كلاما جميلا بدون مناسبات لسنا العنوان المناسب لذلك ومادامت الشوائب لصيقة بوسطنا الرياضي فسنمضي في نفس النهج شاء من شاء وكره من كره


بقلم : عماد استيتو

نشرت هذه المقالة في جريدة النخبة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق