الثلاثاء، 17 مايو 2011

إنني أخاطبك ؟



إنني أخاطبك ؟



إني أخاطبك أيها القابع في ذلك الجحر ، أعلم أنك جبان تكتفي بقراءة المانشيتات ومتابعة العناوين ، أعرف أن هاتفك النقال يصدر الإشارات والأوامر ، أعرف أنك جبان تخشى المواجهة وترهبك الأصوات الجائعة للانعتاق ، أعرف أنك مولع بممارسة الماسوشية من برجك العاجي وتتلذذ بتعذيب الآخرين ، أعرف أنك وحاشيتك تشربون من دمائنا ، تختبىء في جحرك السري خلف تلك الجدران التي تكرهك وتعطي إشاراتك الحمراء لعبدة نوازعك الشريرة

إني أخاطبك وأتحداك أن تنزل بيننا ، إنني أخاطب شجاعتك المنزوعة وأستفز رجولتك المفقودة علك تكسر جبنك وخبثك وتنزل لترى ما لا يسر رخص أهدافك ومساعيك ، أعلم أن الجشع استبد بك حتى وصل مرحلة لا خط رجعة ممكن فيها ، أعلم أنك تشعر في قرارة نفسك أنك أعلى وأرفع شأنا من بقية خلق الله ، أعلم أنك تشرعن لنفسك ما أنت عليه وتعتبر الآخرين زنادقة ورعاع وناكرين ولا يفهمون ، أعلم أنك الآن ترتعد وأنت تقرأ هذه السطور وأعرف أيضا أنك من فرط الارتباك أرسلت في طلب قتلتك المتسلسلين بحثا عني وعن أمثالي كما تقول ، إني أكلمك اليوم علك تتعظ علك تعود لترجع إنسانا بعد أن تخليت عن كل بذور الإنسانية حبا وطواعية

أعي أنك ستهزأ عند إتمام القراءة ، ستستخف كما فعلت دائما بمشاعرنا وأحلامنا ، ستصادر طموحاتنا وشبابنا كما لم تتوانى عن فعل ذلك يوما ، ستأمر رجالك بفرنسيتك المتعالية بتأديبنا وبالقيام باللازم ، ستخبرهم بكلمة السر وتحرضهم ضدنا وتوهمهم أنهم يحمون الوطن وقيمه وليس شخصك وأصدقاءك ، سيهبون بعدها بسذاجة الطيبين ليخدموا الوطن ويحاربوا أعداءه (نحن ) الذين ألبتهم ضدنا ، إني أكلمك الآن بصوت يختزل الملايين الصامتة ، إني أشفق عليك وعلى من هم جولك ، أعلم أنهم يطالعون كل السيناريوهات المحتملة ، يتحسسون كراسيهم المريحة يتصببون عرقا ويبتسمون تلك الابتسامات الصفراء التي تخفي الشزر والضياع ، يستعيدون الشريط ويبدا بعضهم بمراجعة خياراته ، إني أراهم ينفضون من حولك ويحاولون أن يلتحقوا بنا ، أتعلم ؟ لن نرفضهم سنرحب بهم لأننا أهل خير ، لأن السنوات التي جثمتم فيها علينا علمتنا أن نتكاتف ونتعانق ، إنني أشفق عليك وأنا أرمقك بائسا لا زلت تكابر وتتحدث بنفس نرجسيتك

اليوم تعتقد أنك ستنهض قويا جبارا كما تعودت ، ستتعامل معنا كحفنة ستكون السجون والمقابر الجماعية كفيلة بتوضيب مشاغباتنا ، وسيمضي بنا الزمن إلى نعمة النسيان و سيهدينا الرب إلى طريق الهداية ... هكذا تتمنى ، لكني أطمأنك أنه لا شيء من هذا سيحصل سنستمر خارجين عن القانون والأعراف كما تلقبنا ، سنسير في الطريق المظلمة التي اخترتها لنا أنت وآلتك الدعائية ، أعلم أنك ستستخدم قنواتك الرخيصة وصحفك المأجرة لنشر صورتنا البشعة وتقديمنا كغوغائيين ، إني أعرفك جيدا كما لا يعرفك أحد

لست عدوك ، ولست سيدي يا من تتدعي الرفعة والطهرانية والقداسة ، عبثا حاولت أن أقنع نفسي بأنني لا زلت أمسك بشعرة معاوية بيني وبينك ، لكنني آسف لك فرصيدكم لم يعد كافيا والمرجو تعبئة رصيدكم من جديد ،أعلم علم اليقين أنك سوف لن تفهم كما فعل البعض ليس لأنك لم ترتد أعتد المدارس وأرقاها ، لا معاذ الله فنحن نعترف لك أن تعليمك عال ومستواك الثقافي محترم لا تصل إليه ثقافتنا ومعارفنا المتواضعة التي نهلناها في المدارس المكتظة التي بنيتها لنا وحشرتنا فيها كعلب السردين والجامعات التي أفرغتها من حمولاتها ، لكنك لن تفهم لأنك حتى ومع زياراتك الخاطفة لم تعمل على الاستماع لأصواتنا المبحوحة ، لأنك لم تدخر جهدا في تركنا نئن في الشتاء ونتحسر على عطل الربيع والصيف التي نقضيها في الأزقة نتجادل بيننا على أتفه الأشياء بينما تشرب أنت ذلك الكوكتيل في تلك الجزيرة الخلابة ، ببساطة لن تفهم

أعرف أن أمرنا لا يعنيك ، أنك تتصرف وفقا لما تمليه عليك نزواتك ، لذلك لست أنصحك ولا أهددك لكنني أخبرك فقط أن النوم يجافي عيوننا ولن يهدأ لنا بال حتى نحقق ما في خواطرنا ، إننا صبورون ونفسنا طويل ، سنطاردك في أحلامك الليلية وسترانا في كل خطوة نتبعك ، إنني فقط بشيم الرجال أخبرك حتى تكون على أهبة الاستعداد فالغدر ليس من عاداتنا حتى وإن اعتدت أن تقترفه أنت في واضحة النهار ، إعلم أننا سنتحد حتى وإن اجتهدت في تفريقنا ونصب المشانق والدسائس لنا ، إعلم أننا سنذوب الجليد الذي بنته ملايينك وسنمضي لننير ذلك الطريق وسنقدم لك كشف حساب لتدفع الضريبة ، إنني أخبرك فقط

بقلم :عماد استيتو

مدون وصحفي مغربي

17-5-2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق