الأربعاء، 26 أغسطس 2009

وتمضي الأيام ......



وتمضي الأيام




وتمضي الأيام وتنمحي الأوهام وتتجلى الحقائق ويتضح أن كل ما كان يربطنا هو مجرد سراب وان كل ما ظنهالشاهدون رابطا قويا كان مجرد ترهات أوهمنا بها أنفسنا ، في النهاية اختار كل منا طريقه ومضى في سبيله ، غريبة هي الحياة حين تمنحك سببا للعيش في لحظة وتأخذه منك في رمشة كان كل شيىء مجرد أحلام وردية ومثاليات أفلاطونية فارغة استحال تحققها في هذا العالم الشبيه بالغاب قد تباغثك فيه الوحوش في اي لحظة ما أتعس أيام الصيف التي تقضيها وحيدا وما أقسى لحظات الشتاء حينما تأوي للفراش وحيدا دون حضن دافىء وما أشد الليل الطويل اللذي تقضيه والنوم يهرب من جفونك ويأبى إراحة مقلتيك المتعبتين ، لقد كان كل شيىء مجرد سراب نعم مجرد سحابة لا أدري ان كانت لصيف او لشتاء ممطر لكنها كانت عابرة رغم أن ما جمعنا تجاوز السنوات وحكى عنه الشعراء والرواة وراقبته الطيور من السماء وهي تحلق لكن لم يبقى الآن من شيىء سوى تلك الصور الفوتوغرافية المؤرخة لتاريخ مضى يحكي عن أمجادي الخالية عفوا عن زلاتي السابقة عن سقطاتي يوم أجرمت في حق نفسي وفي حق أهلي حينما اتبعت طريق الهوى حين غلبت عاطفتي حين هزمتني شهواتي وحين قست علي رغباتي لاصطدم في النهاية بالحقيقة واكتشف الخديعة واسقط في فخ الندم وبحر أبكي فيه كالثكلان الليل طويل تلك ليست اغنية يونس ميكري لكنها حقيقة أيام وسنوات ضياعي هو أيضا ليس عنوانا لمسلسل تركي لا أحد يجيبني حتى هاتفي البالي لا يرن وحدها إشعارات شركة الهاتف السخيفة من تذكرني بعيشي في هذا العالم المعولم الغبي ، قتل الوقت بحد ذاته مميت وتأنيب النفس قاتل ، الفؤاد مكسر وما تبقى من قلبي الميت ودع الدنيا من زمان فهي للأحياء وليست للأموات مثلي فما الخلاص ؟تطاردني افكار شيطانية ترمي لي حبل المشنقة لكي اضع حدا لحياتي ، لكنها افكار يائسة لم تستطع بعد التوغل في مفكرتي ما اتحسر عليه هو أنني وثقت فعلا أنني آمنت فعلا أن ما كان لم يكن تمثيلا أن اللذي حدث واستمر طويلا لم يكن مجرد تسلية آمنت بقضيتي لكنني خسرتها فأضحيت وحيدا فقد فقدت الجميع لأجل تلك القضية خسرت الكل خاصمتهم نصحوني فعاديتهم فانتهيت في النهاية مكلوم الخاطر أبكي حياتيوتمضي الحياة والليل يمر طويلا لا شيىء يسرع عجلاته البطيئة لا نغمات كوكب الشرق ولا ابتذال تامر حسني ولا رقصات هيفا الساخنة ولا حتى اغفاءة صغيرة ، وتمضي الايام التي احاول جاهدا فيها النسيان دون النجاح اطارد احلاما جديدة بنيانا حديثا ابتغي منه خيرا لكن في النهاية سرعان ما تتبعني الكوابيس سرعان ما تزورني وتؤرق وميض النور اللذي يحاول جاهدا الانبعاث ، اكتشفت أنني تركت وحيدا في ساحة الوغى ان معركتي مع الحياة أكبر من قضيتي التي كنت أدافع عنها اكتشفت في النهاية أنها لم تكن إلا تمنيات زائفة وترجيات واهية بأن أعيش في برج عاجي بعيدا عن الجميع مع من وضعت كل الدنيا في واد ووضعته هو في واد لكن السبل انقطعت وضاقت الطريق بي ولم يبقى سوى العتاب اللذي يؤنس الوحدة القاتلة والموحشة وتمضي الايام وتتضح الأمور ويصبح كل شيىء من الواضحات المفضحات ، يمر من حولي الشامتون ساخرين مستفزين اسمع نبرات دواخلهم وكأنها تخاطبني : ألم نحذرك ؟ جريت وراء الاشواق فارتطمت بالاشواك ، يستهدفونني أصبحوا أعداء لي بعد أن كانوا خصوما لاشواقي التائهة وأحلامي البائدة وتمضي الايام.


توقيع :عماد استيتو 13/8/09

هناك تعليق واحد: