السبت، 13 أغسطس 2011

الناشطة والمدونة التونسية لينا بن مهني في دردشة مع الاحداث المغربية : الإعلام التونسي لم يتغير بعد الثورة والخطابات الخشبية والتعليمات لا زالت حاضرة

الناشطة والمدونة التونسية لينا بن مهني في دردشة مع الأحداث المغربية :

" الإعلام التونسي لم يتغير بعد الثورة والخطابات الخشبية والتعليمات لا زالت حاضرة "

" تونس لا تعيش صراعا بين العلمانيين والإسلاميين وازدواجية خطاب الإسلاميين تخيفني "

" حالة الضبابية التي تعيشها تونس عادية فأزلام بنعلي لا يزالون قوة فاعلة في تونس "

" أنا متفائلة والمسألة مسألة وقت حتى نبني تونس حرة وديمقراطية "


قالت الناشطة والمدونة التونسية لينا بن مهني واحدة من أبرز من أوصل صوت الثورة التونسية إلى العالم في حديث ل " أخبار اليوم " أن الإعلام التونسي حتى بعد الثورة لا يزال حبيس القيود والتعليمات وأن أزلام بنعلي لا يزالون قوة فاعلة في تونس وهو ما يتوجب الحذر ، وبخصوص  الأوضاع التي تعيشها تونس حاليا قالت  إن حالة الضبابية التي تعيشها تونس بعد سبعة أشهر من إسقاط نظام الرئيس التونسي بنعلي عادية وأن التخلص من بقايا النظام الفاسد يتطلب وقتا أكبر  واصفة المحاكمات لرموز النظام السابق  بالمهازال نافية في الوقت ذاته في هذه الدردشة أن تكون تونس تعيش حالة صراع بين العلمانيين و الإسلاميين


كيف هي تونس الآن بعد مرور حوالي أكثر من سبعة أشهر على اندلاع الثورة التي أطاحت ببنعلي ؟



مازالت تونس تعيش حالة من الضبابية بعد مرور حوالي سبعة اشهر من رحيل بن علي  و لكن هاته الحالة عادية فانا أعتقد أنه لا يمكن التخلص من مساوئ عقودطويلة من الدكتاتورية في أيام أو أشهر ثم انّ ما وقع في تونس هو التخلص من راس نظام فاسد و القضاء على باقي النظام الفاسد يتطلب وقتا و مجهودا أكبر .

هناك من يرى أن تونس تعيش حالة من الفوضى والضبابية بسبب عدم وضوح المستقبل بعد الثورة وتمثل ذلك بشكل واضح في عدد من الاضطرابات التي شهدتها مجموعة من المدن مؤخرا ؟

أنا ارى نفس الشيء و لكن كما قلت هذا يعتبر عاديا فالتخلص من نظام فاسد لا يحصل بمجرد التخلص من رأس هذا النظام .


كيف تعلقين على التعامل العنيف لقوى الأمن مع بعض المتظاهرين ألا يعتبر ذلك
حنينا لعهد بنعلي ؟
 
أنا ضد كل أشكال العنف سواء أكانت ممارسة من طرف الشرطة أو من طرف المواطنين و ما قامت به الشرطة مخز و هذا يؤكد ان رواسب نظام بن علي و أزلام التجمع حزب بن علي مازالت قوى فاعلة في تونس و هذا شيء يدعو إلى الحذر فبعد تغير معاملات رجال الشرطة و تحسن طريقة معاملتهم للناس هاهم يعودون الى عاداتهم السيئة .

هل يخيفك مد الإسلاميين المتمثل في ازدياد شعبية حزب النهضة الإسلامي في الشارع التونسي ، ألاتقلقك إمكانية وصولهم إلى السلطة ؟

للاسلاميين الحق في ممارسة عملهم السياسي و لكن ما يقلقني هو لجوؤهم إلى العنف و استعمالهم لطرق أعتبرها لا أخلاقية في استقطاب الناس فهم يستعملون المال و يقدمون الهدايا و المساعدات لجلب الناس و تقلقني امكانية وصولهم الى السلطة لما رأيته من استعمال لخطاب مزدوج لديهم .


ما تعليقك على الاتهامات الموجهة إليهم من طرف السبسي وبعض التيارات الأخرى بمحاولة تقويض استقرار البلاد وعرقلة العملية الانتخابية ؟

أعتقد ان على حكومة السبسي أن تقوم بتحقيقات و تمدنا بقرائن ملموسة حتى نكون متأكدين قبل اتهام اي طرف .

هل نحن بصدد صراع على المشهد التونسي بين الإسلاميين والعلمانيين ؟

لا اعتقد أننا نعيش صراعا بين الاسلاميين و العلمانيين نحن نحاول جاهدين الخروج من حالة اللا شرعية التي نعيشها ،الآن نريد الوصول الى عملية اجراء انتخابات شفافة و نزيهة حتى نختار من سيعيد كتابة دستورنا .

كيف تقيمين وضع الإعلام التونسي بعد الثورة ، هل تحرر بالكامل أم أنه لا زال
 حبيس القيود والتعليمات ؟ 
 
لا أعتقد أن وضعية الاعلام قد تغيرت كثيرا مع بعض الاستثناءات طبعا و ما وقع أخيرا من إقصاء لأحد مقدمي النشرة الاخبارية على القناة الوطنية  بسبب حوار مع مسؤول من وزارة الداخلية لأكبر دليل على ان الإعلام لا يزال حبيس التعليمات و القيود و مازالت اللغة الخشبية حاضرة في صحفنا و راديوهاتنا و تلفزاتنا و مازلنا نعيش تغييبا لبعض الاخبار و الوقائع .

هل تعقدين آمالا كبيرة على انتخابات المجلس التأسيسي المنتظرة في شهر أكتوبر المقبل ؟


لا أستطيع التكهن بما سيحصل لذلك فانا حذرة و رغم انني انتظر هاته الانتخابات بفارغ الصبر إلا أنني لا أعرف في أي ظروف ستتم و لا أعرف لمن سأصوت فالمشهد السياسي في تونس متسم بالفوضى و الضبابية فلقد شهدنا ولادة العديد من الاحزاب وومعظمها  تحاول التقرب من التونسيين و مدهم ببرامجها

ما رأيك في المحاكمات التي تطال بعضا من رموز النظام السابق وأفرادا من عائلة الرئيس التونسي المخلوع ، هل ترقى الأحكام لطموحات الثورة ؟

هي مهازل و ليست بمحاكمات  و هي الدليل على تواصل سيطرة النظام السابق  فالتهم الموجهة إلى هؤلاء لا تمثل ما قاموا به و حتى ظروف المحاكمات و ايقاف هؤلاء مريبة هاته المحاكمات ضحك على ذقون التونسيين .

كيف ترين مستقبل تونس في الأيام والشهور والسنوات القادمة ؟

انا متفائلة فانا لا أعتقد أن شعبا نجح في التخلص من دكتاتورية عتيدة كدكتاتورية بن علي سيقبل بدكتاتورية اخرى او بالعودة إلى الوراء المسألة مسألة وقات و صبر و يقظة و سننجح في بناء تونس ديمقراطية و حرة يعيش فيها كل ابنائها في كنف الجرية و الكرامة .

حاورها عماد استيتو / نشرت في جريدة الأحداث المغربية بتاريخ 9غشت 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق